قصة رسومات الهر والفئران
كان يا ما كان في قديم الزمان ، وفي بلد من البلدان ، فتى لا عمل له سوى رسم القطط ، وبسبب انشغاله الدائم بالرسم ،أهمل القراءة والكتابة ، والحساب .. استمر على هذه الحال حتى نفذ صبر أبيه عليه .
فقال الأب لابنه : لا أحتاج إلى واحد مثلك ، هيا ارحل من هنا واذهب إلى حيث تشاء !..
فقام الفتى بلف رسومات القطط ، التي كان قد أنجزها حتى ذلك الحين بقطعة قماش وحملها على ظهره وغادر البيت .
ولما اقترب الغروب ، راح يبحث عن مكان يقضي فيه الليل ، فوجد معبد قديم ، رث ومتصدع ، وقرر المبيت هناك .
عندما دخل ، لاحظ أن الأرضية يغطيها بعر الفئران ، فأخذ رسومات القطط التي حملها معه ، وراح يرتبها ويلصقها واحدة واحدة ، على عمود السقف الأفقي ، ثم وضع رأسه ونام .
وفي منتصف الليل استيقظ الفتى على وقع حركات قوية ، طق .. طق ..طق .. طق .. وعندما نهض ، لاحظ في زاوية من زوايا السقف عينين زرقاوين تبرقان وتنظران في اتجاهه .
خاف الفتى ، وفزع فزعًا شديدًا ، ثم قال وهو يصرخ : إنه شبح !! إنه شبح !! إنه شبح !!.. وبينما أخذ الفتى يرتجف من الخوف ، خرجت القطط من الرسومات التي كان قد رتبها وألصقها على عمود السقف الأفقي .
ثم قامت بالنط على تلك الزاوية ، ثم علت ضوضاء شديدة هناك ، وسمع صوت تأوه ، مذعور ، ثم ما لبث أن عم الهدوء المكان .
وعندما جاء صباح اليوم التالي ، صعد الفتى ، والخوف يملأ قلبه إلى زاوية السقف تلك ليشاهد الشكل الحقيقي لشبح ليلة الأمس ، فإذا به أمام جرذ كبير ، حجمه بحجم الكلب يلفظ أنفاسه الأخيرة .
بعد تلك الحادثة ، أصبح ذلك الفتى كاهنا للمعبد ، وراح يعيش بسعادة وهناء ، ويرسم القطط التي يحب ويريد…