قصة مدعي المعرفة
كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك قرية مجاورة للبحر ، يسكن فيها رجل يتباهى دائما بأنه يعرف كل شيء ، ولا يكف عن تكرار ذلك ، فكان يقول دائمًا ويردد : أنا أعرف كل شيء ، وليس هناك شيء لا أعرفه .. .
وكان أهل القرية ، يقولون دائمًا عنه أنه شخص مدع يتظاهر بالمعرفة .. وفي يوم من الأيام ، انجرف إبريق شاي إلى شاطئ البحر ، ولم يكن أهل القرية قد شاهدوا إبريقًا من قبل ، أو اسمعوا به .
إفتجمع أهل القرية ، حول إبريق الشاي ، ينظرون إليه بدهشة وتعجب ، وهم يتساءلون : ما هذا ، ماذا تراه يكون؟ ولأي شيء يستخدم ، وبينما هم على هذا الحال ، وصل إليهم مدعي المعرفة .
فقال مدعي المعرفة : عجيب ، أنتم لا تعرفون ما هذا ..هذا يلبس في الرأس أثناء الحروب ، ويسمى خوذة … فسأل أهل القرية ، وهم يلمسون بأصابعهم مقبض الإبريق ، قائلين : ولكن ما هذا ..
فأجابهم : هذا حزام الخوذة يوضع تحت الفك !.. فقال أحدهم : ثم ما هذه الفتحة الجانبية البارزة .
وزاد مدعي المعرفة في القول ، وقال : عندما نعتمر الخوذة تماما ، لا نستطيع سماع الأصوات ، لذلك تأتي هذه الفتحة البارزة ، على الأذن لسماع الأصوات من خلالها .
فقال أحد أهالي القرية له: أه .. نعم .. ولكن إذا كان الأمر كذلك ، فلابد من وجود فتحتين ، واحدة على اليمين والأخرى على اليسار ، فلماذا لا توجد إلا فتحة واحدة ، وفي جانب واحد فقط ..
فقال لهم الرجل مدعي المعرفة ، متهربًا من الإجابة ، عن الأسئلة المتلاحقة والمنطقية التي صدرت من أهالي القرية ، وقال : يبدو أن استيعابكم للأشياء ضعيف جدًا ، لا توجد فتحة على الجانب الآخر ، لأنه الجانب الذي يوضع على الوسادة ، أثناء النوم !!. وهنا انتهت الحكاية كما روتها الأساطير اليابانية .