قصة النزهة
كانت هناك فتاة خجولة جدا تدعى سوزانا، كانت سوزانا تتميز بالذكاء ولكنها كانت لا تستطيع أن ترى بشكل جيد بسبب ضعف النظر، فقد كانت ترتدي نظاراتها الطبية كلما تتذكر ذلك ، وفي يوم من الأيام وهي جالسة في الفصل، كان بعض زملائها في الفصل يلتقطون نظارتها ويسخرون من حجمها الكبير .
وكان أسوأ شيء تعرضت له سوزانا أن سمير كان يطلق عليها اسم ” صاحبة الأربع عيون” ، واشتهرت في صفها باسم سوزي صاحبة الأربع عيون ، فأظهرت سوزانا أنها لا تبالي بالاسم ، ولكن في حقيقة الأمر لم تكن قادرة على تحمل مثل هذه السخافات ، فالآن الكل أصبح يعرفها بهذا الاسم السخيف .
وفى أحد الأيام ذهب أطفال الفصل الدراسي في نزهة مدرسية ، لزيارة بعض الكهوف الشهيرة وأثناء سير الأطفال ، كاد سمير أن يسقط في حفرة ولكنه أمسك بسوزانا وهو يرجع للخلف ، فسقط كلاهما أسفل الحفرة ، واختفيا بعيدًا عن الأنظار .
قصص اطفال قصيرة
كان الكهف مظلما وكبيرا جدًا وكل ما يمكن رويته هو شعاع من الضوء يأتي من سطح الكهف ، على ارتفاع عدة أمتار بالإضافة إلى وجود جذوع بعض الأشجار الموجودة في داخل الحفرة ، لذا صرخت سوزانا وسمير طلبا للمساعدة ، ولكن لم يسمعهم أحد ، فجاهدا معًا و قاوما البرد القاتل داخل الكهف ، وعانى الاثنان من ليلة مظلمة وطويلة .
وفي صباح اليوم التالي لم يجدهم أحد ولم يكن هناك إلا بصيص ضوء صغير من الأعلى ، فلولاه لما استطاعوا رؤية أي شيء على الإطلاق . واصل سمير الصراخ طلبًا للمساعدة ولكن محاولاته لم تجدي بالنفع ، فلقد حاول استخدام النور الضئيل المنبعث من فوق للحصول على مخرج ، وبعد ساعات من البحث والتدافع لم يجدي شيئًا مما فعله بفائدة ، فبدأ يشعر بالخوف .
كان هذا الوقت متوقع أن يكون وقت الظهيرة ، لأن سوزانا لاحظت أن شعاع الضوء كان ينزل من الفتحة في خط مستقيم ويهبط على الأرض أمامها، فأخذت قطعة من الخشب سقطت في الكهف بسرعة ، واستخدمت نظارتها كزجاجة مكبرة ، وقامت بتركيز أشعة الضوء على الخشب حتى نشأ لهب صغير ،فأصبح لديهم شعلة يستطيعون استخدامها.
شاهد سمير كل هذا بمفاجأة وإثارة ، وأمسك ببعض الفروع ثم ذهب هو وسوزانا لاستكشاف الكهف ، لقد استغرق الأمر بعض الوقت ، وكان عليهم أن يحرقوا عددًا قليلًا من المشاعل ، لكنهم في النهاية وجدوا مخرجًا من ذلك الكهف المظلم .
وعثروا على طريقهم معًا وفي النهاية شكر سمير سوزانا شكرا عميقا ، وندم كثيرًا على الاسم الذي أطلقه عليها وهو صاحبة الأربع عيون ، خاصةً بعد أن أصبح الجميع يناديها بذلك الاسم الذي كان يثير غيظها ، فبفضل نظارتها تلك أصبح في أمان واستطاع النجاة .
وبعد خروجهما استقبلتهما الشرطة والصحفيين بوابل من الأسئلة ، فقال لهم سمير: لقد كان من حسن حظي أن وقعت في الحفرة مع سوزي سيدة الضوء ، وهو الاسم الجديد الذي أطلقه عليها وأخبر به الجميع ، ومن وقتها اختفى اسم سوزي صاحبة الأربع عيون .
القيمة الأخلاقية المستفادة :
يجب أن يحترم كلٍ منا الأخر ولا يسخر منه مهما حدث ، فالتنمر أمر سيء يخلق شعورا سيئا لدى الفرد ويجعله يكره من يسخرون منه ، ولا يرغب باللعب معهم أو حتى رؤيتهم ، وقد حثنا رسولنا الكريم على الاحترام المتبادل وحب الخير للآخرين وعدم السخرية منهم ، لأننا جميعًا متساوون عند الله عز وجل ، ولا يفرق بيننا سوى العمل الصالح .