قصة الكتكوت وصنبور المياه
يُروى أنه كان هناك كتكوت صغير ، يدعى كوتو ، وكان يعيش في بيت صغير مع أمه وأفراد أسرته ، وفي يوم من ذات الأيام ، وبعد اجتماع العائلة حول طاولة الطعام ، وبعد تناولهم وجبتهم المفضلة ، ذهب الكتكوت كوتو إلى دورة المياه ، لينظف يديه .
وعندما فتح الكتكوت كوتو صنبور المياه ، وغسل يديه ووجه ، أغلق صنبور المياه دون إحكام وبدأ ينظر إلى صنبور المياه ، وقد تساقطت قطرات المياه منه قطرة قطرة ،فقال في نفسه : ماذا تفعل قطرات مياه بسيطة ؟! لا شيء .. لن أغلق الصنبور .
نادت عليه أمه الدجاجة الكبيرة ، قائلة : كوتو كوتو ، ثم قالت له : أنا أسمع صوت قطرات المياه ، فلم لم تغلق صنبور المياه جيدًا ؟.. فأجابها الكتكوت كوتو قائلًا : قطرات بسيطة من المياه لن تؤثر يا أمي !.
فأخذته أمه إلى الخارج ، وأشارت على جبل كبير ، ثم قالت له : يا حبيبي كوتو هذا الجبل الكبير ، يتكون من حبات من الرمل صغيرة الحجم ، وكذلك قطرات المياه البسيطة ، ستصبح بحرًا كبيرًا .
فقال لها الكتكوت كوتو ، نعم يا أمي الحبيبة ، لقد فهمت كلامك جيدًا ، وسأذهب لإغلاق صنبور المياه ، ثم تركته أمه وذهبت إلى غرفة النوم لتنام ، وتركتكوتو ينفذ ما طلبته منه ، وبينما أمسك الكتكوت كوتو لعبته المفضلة ، حتى قال : سوف ألعب قليلاً ، ثم أذهب لإغلاق صنبور المياه ، فلم العجلة ، الليل مازال طويلاً .
وظلّ الكتكوت كوتو يلعب ويلعب حتى غلبه النعاس ، فذهب إلى سريره لينام ، ونسيّ أن يغلق صنبور المياه ، وقطره وراء قطره ، حتى غرق البيت كله بالمياه .
استيقظ الكتكوت كوتو صباح اليوم التالي ، على صوت صراخ أمه ، وهي تقول استيقظوا ، استيقظوا ، استيقظوا جميعًا ، استيقظوا جميعًا بسرعة ، البيت يغرق ،ثم صرخت في وجه الكتكوت كوتو بغضب شديد وهي تقول له : أنت السبب لأنك لم تسمع كلامي جيدًا .
فخاف كوتو قال لها وهو يشعر بالأسى والحزن والذنب : أنا آسف يا أمي ، لقد أخطأت ،
فقالت له أمه : هيا أسرع وشارك معنا في إخراج المياه من البيت ، قبل أن نغرق جميعًا ، ثم أحضر مياه جديدة من النهر لنملأ الخزان ونشرب ونستحم .
وبعد أن امتلأ خزان المياه ، قال الكتكوت كوتو : لقد تعلمت اليوم ألا أفرط في قطرة واحدة من المياه ، فالمياه أغلى ما نملك ، وبدونها لن نستطيع الحياة أبدًا أبدًا أبدًا .