قصة القرد والفيل
يُحكى أنه في قديم الزمان في سالف العصر والأوان ، في غابة بعيدة حيث الأرض لم تطأها قدم إنسان ، عاش قرد وفيل ، كان لا يحب أحدهما الآخر، وذلك لأن كلا منهما يعتقد أنه أفضل من الآخر .
وفي أحد الأيام عندما التقيا القرد والفيل ، قال القرد للفيل : يمكنني حك ظهري دون مساعدة أحد ، وذلك بفضل يداي الطويلتان ، فرد عليه الفيل قائلا : أنا أيضا يمكنني فعل ذلك بخرطومي ، ويمكنني أيضا استعماله في غسل جسمي. امتص الفيل كمية من الماء بخرطومه ورشها على جسمه الضخم ، ثم امتص كمية أخرى ورشها على القرد .
اغتاظ القرد المبتل بسبب تصرف الفيل الفظ ، فأسرع متسلقا شجرة ضخمة ، ثم قال : يمكنني أن أتصلق الأشجار بفضل جسمي الرشيق ، وحركاتي السريعة ، فأجاب الفيل : أنا أيضا يمكنني فعل ذلك. حاول الفيل تصلق الشجرة ملقيا بجسمه الضخم على جذعها ، فتسبب في كسرها وسقوطها أرضا!.. فأخذ القرد يضحك من سقوط الفيل .
وبينما كان الحيوانان يتجادلان ويعدد كل منهما خصاله ، رآهما بوم عجوز حكيم ، فقال لهما : لماذا تتخاصمان أيها السيدان ؟ فأجابه كل منهما في نفس الوقت: يحاول كل منا أن يثبت للآخر أنه الأفضل أيها البوم الوقور .
فكّر البوم قليلا ثم قال : في وسط الغابة توجد ربوة شديدة الانحدار، نمت على قمتها شجرة جوز الهند ، من يستطيع منكما إحضار ثمرة منها أولا ، سيكون الحيوان الأفضل .
ما إن سمع الحيوانان المتخاصمان كلام البوم الحكيم ، حتى انطلقا ركضا نحو الربوة ، وفي الطريق ، صادفهما نهر تسبب في منع القرد من مواصلة الطريق ، فالمسكين لم يكن يجيد السباحة ، أما الفيل ، فنزل وسط النهر وبدأ بالعبور. بقي القرد على اليابسة ينظر إلى الفيل وهو يسبح نحو الضفة المقابلة ، وظن أنه سيخسر التحدي .
ولكن الفيل خاف أن يقال عنه أنه ربح التحدي بفضل أنانيته ، وعدم اكتراثه بالقرد المسكين ، الذي لم يكن يجيد السباحة ، فعاد على الفور إلى القرد ، وقال له : اصعد على ظهري أيها القرد سوف أساعدك على عبور النهر.. أجاب القرد : شكرا لك أيها الفيل .
وهكذا تسلق القرد ووصل إلى القمة ، حيث نبتت شجرة جوز الهند بينما بقي الفيل ينظر إلى منافسه دون حراك ، فالمسكين لم يكن يجيد التسلق ، وظن أنه سيخسر التحدّي ، ولكن القرد خاف أن يقال عنه أنه ربح التحدي ، بفضل خيانته للفيل ، الذي ساعده على عبور النهر، فقطف ثمرتان من ثمار جوز الهند لكليهما .
وقال القرد للفيل : خذ هذه الثمرة أيها الفيل .. أجابه الفيل : شكرا لك أيها القرد ، عندها فهم الحيوانان أن لكل منهما خصاله الخاصة ، وأن القوة الحقيقية تكمن في التعاون والصداقة، ومنذ ذلك اليوم أصبح القرد والفيل صديقين حميمين .