قصة الطفل الخشبي رعد
كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك نجار عجوز اسمه سعيد ، وكان العجوز يعمل في صناعة الدمى الخشبية ولأنه كان وحيدًا ، كان يعتبر تلك الدمى هي عائلته ،لذلك قام بتصنيع دمية خشبية واعتبرها ابنه وأسماها رعد ، وكان يعتني يعتنى برعد ويتمنى من كل قلبه أن يصبح رعد طفلًا حقيقيا .
وفي يوم من الأيام ذهب سعيد للنوم وترك الدمية رعد في الفراش المخصص لها ، وحين استيقظ في الصباح وجد رعد يتحرك ، كما لو كان طفلًا حقيقيًا. فرح سعيد كثيرًا ولم يصدق أن الله حقق أمنيته وأن الله استجاب لدعائه. بدأ النجار سعيد يعلم رعد كل شيء ، وقد رأى أن رعد يجب أن يذهب إلى المدرسة ليتعلم مثل باقي الأطفال .
كان رعد يذهب يوميا إلى المدرسة مع الأطفال ، وفي يوم من الأيام وهو في طريقه إلى المدرسة ، مر بعربة سيرك كانت تقف في الطريق وكانت تقدم عروض بالدمى الخشبية ، فأعجب رعد بالعرض وصعد على خشبة المسرح ، وأخذ يرقص ويغني فأعجب الناس به كثيرًا وأخذوا يصفقون وتجمع كثير من الناس حوله .
فرح صاحب السيرك وانبهر بما قدم رعد من عرض فقرر أن يعطي رعد خمسة جنيهات ذهبية ، وطلب منه أن يعمل معه لكن رعد رفض وقرر العودة للمنزل ، وبينما هو عائد إلى المنزل تتبعه قط وثعلب محتالين ، أرادا أن يستوليا على القطع الذهبية التي بحوزته وقاما بربطه في شجرة وسرقا نقوده وهربًا. ظل رعد يصرخ ويطلب المساعدة فلم يسمعه أحد .
وبينما كان رعد يصرخ وهو خائف . سمعت صراخه جنية طيبة كانت تعيش بين الأشجار ، فذهبت لتساعده وعندما رأته سألته ما أتى به إلى هناك فأخبرها أن والده مريض وأنه أضطر أن يعمل ليساعده ، وجد رعد أنفه الخشبية تكبر وتتمدد فخاف رعد ونظر إلى الجنية ، فأخبرته أن هذا يحدث له لأنه يكذب وسيستمر أنفه بالكبر إذا استمر في قول الأكاذيب .
شعر رعد بالخجل واعتذر للجنية ووعدها ألا يقول غير الحقيقة فأخبرته أنه إذا توقف عن الكذب وأصبح صالحًا فسوف يتحول إلى ولدًا حقيقيا . ترك رعد الجنية وقرر الذهاب إلى البيت وعزم أن يصبح ولدًا صالحا حتى يصبح ولدًا حقيقيا كما أخبرته الجنية .
وبينما كان عائدا إلى البيت ، وجد ساحرا ينادي على الأطفال ويطلب منهم أن يركبوا معه السفينة إلى أرض الألعاب ، فرح رعد وركب السفينة مع الساحر ولم يذهب إلى البيت وبعد أن تحركت السفينة وجد رعد الساحر يقوم بأعمال غريبة وأنه يحول الأطفال إلى حمير حتى يستطيع بيعهم ، ولما رآه الساحر خاف رعد كثيرا و قفز في البحر بسرعة ، وفي البحر أخذ يسبح ويصارع الأمواج حتى مر حوت كبير فابتلع رعد .
وفي بطن الحوت تفاجأ رعد حيث وجد والده سعيد في بطن الحوت هو وقاربه ، فعندما خرج رعد ولم يعد للمنزل شعر سعيد بالحزن والقلق ، وخرج يبحث عنه فلم يجده فأخذ قاربه وأبحر لعله يجد رعد ، وبينما هو في البحر مر بالحوت فابتلعه.
شعر بينوكيو بالندم لأنه كان السبب فيما حدث لوالده ، ولكنه فكر في خطة للخروج من بطن الحوت ، فقد وجد شمعة مع والده فطلب من سعيد أن يجدف حتى يصل إلى أنف الحوت ، وأشعل الشمعة وقربها من أنف الحوت ، حتى أدخل الدخان بها فعطس الحوت بقوة وخرجوا من بطنه وجدفوا بقوة حتى ابتعدا عن الحوت .
عاد رعد مع النجار سعيد إلى المنزل ووعده أن يصبح ولدًا صالحًا وبالفعل أصبح صالحًا ، وفي يوم من الأيام جاءته الجنية الطيبة وأخبرته أنها كانت تراقبه وأنه يستحق أن يصبح ولدًا حقيقيًا وأشارت إليه بعصاها السحرية فتحول ولدًا حقيقيًا وفرح هو وسعيد كثيرًا وشكر الجنية وعاشا معا في سعادة .