قصة الأصدقاء الأوفياء
كان ياما كان،كان هناك قرية مشهورة بحب ساكنيها لبعضهم البعض ، وعدم وجود البغض والكره بينهم . وكان يعيش فيها ثلاثة أصدقاء يحبون بعضهم كثيرا وهم أحمد و محمد و سليمان ، لذلك تعاهدوا على الوقوف بجانب بعضهم البعض عند أي أزمة يمر بها أي منهم.
وفي يوم من الأيام توجهت زوجة أحمد إليه وقالت له : يا زوجي الحبيب أنت تعلم أن العيد قد اقترب ، وليس عندنا ملابس جديدة لأولادنا ؛ فنريد مالًا لنشتري به ملابس أولادنا ، فقال لها زوجها أحمد وقد امتلأ قلبه حزنًا وأسفًا : ليس لدي أي مال لأشتري به ملابس جديدة لأولادنا ، لكن انتظري فسوف أذهب إلى صديقي سليمان ؛ لأقترض منه بعض المال .
ذهب أحمد إلى صديقه سليمان ، وحكى له ما دار بينه وبين زوجته ، وأخبره أنه يريد أن يقترض منه بعض المال ؛ فرحب سليمان وفرح بذلك ودخل إلى غرفته ، وأخرج له كيسًا فيه ألف درهم ، أخذ أحمد الكيس وهو في قمة السعادة ، وشكر صديقه سليمان على حسن صنيعه وإحسانه .
وفي الطريق قابل أحمد محمود فقال له : كيف حالك يا محمود ؟ ، فقال له محمود وقد ظهر الحزن على وجهه : الحمد لله بخير ، فقال له أحمد : أشعر أنك مهموم وحزين يا صديقي ، فقال له محمود : نعم يا أحمد مشكلة وأحتاج إلى بعض المال .
أخرج أحمد كيس النقود الذي أخذه من سليمان وأعطاه إلى محمود وقال له : خذ يا صديقي هذا المال فأنا لا أريد أن أراك حزينًا ، وعاد أحمد إلى زوجته فقالت له : هل أحضرت المال يا أحمد ؟ ، فأخبرها أحمد بما حدث فابتسمت هذه الزوجة الطيبة وقالت له : بارك الله فيك يا أحمد ؛ فرَّجت هم أخيك المسلم .
وبعد ساعة سمع أحمد صوتًا يطرق على باب البيت ؛ فأسرع وفتح الباب فوجد صديقه سليمان ، فسلم عليه ورحب به وأدخله إلى البيت ، فقال له سليمان : أين المال الذي أخذته مني يا أحمد ؟
فقال له أحمد : لقد أعطيته لصديقنا محمود لأنه كان في ضائقة مالية ويحتاج إليه بشدة فأعطيته ذاك المال ، وعندها انطلق سليمان يضحك من أعماق قلبه ، وقال الحمد لله الذي أكرمني بأصدقاء مثلكم إنكم نعم الصحبة الصالحة .
لم يفهم أحمد ما يقصده سليمان وسأله عن سبب ضحكه وكلامه ؛ فأجابه سليمان قائلًا : لقد كنت في أزمة شديدة فطلبت هذا المال من محمود فأعطاني هذا الكيس ، فجئت أنت وطلبت مني مالًا فأعطيتك إياه مع شدة احتياجي له .
ثم أعطيته أنت لمحمود وفضلته على نفسك مع شدة احتياجك لهذا المال ، وإذا بمحمود يفضلني على نفسه ويبعث لي بالمال بعدما أخذه منك ، وهنا انفجر كل من أحمد وسليمان ضاحكين .
ثم قال له سليمان : هيا بنا نذهب إلى محمود ونقسم المال بيننا جميعًا عسى أن يبارك لنا الله في هذا المال ، علم حاكم القرية بقصة الثلاث أصدقاء : أحمد ومحمود وسليمان ، فقال الحاكم لكبير الحراس : إذهب وأحضر هؤلاء الثلاثة، وعندما ذهب كبير الحراس لهم أخبرهم بأن حاكم القرية يريدهم ؛ فخافوا وقالوا : نحن لم نفعل شيئًا فماذا يريد منا حاكم القرية ؟
فقال كبير الحراس : لا أدري ولكنه يريدكم الآن ! . ذهب الأصدقاء الثلاثة مع كبير الحراس إلى الحاكم ، وعندما وصلوا إلى القصر أمر الحاكم بإدخالهم على الفور ، فقال لهم الحاكم : لقد علمت بما فعلتم وسعدت كثيرًا لهذا الإيثار الذي بينكم ؛ ولذلك سوف أقدم لكل واحد منكم مكافأة قيمتها عشرة آلاف درهم جزاءً على ما فعلتموه .