قصة رحلة لا تنسى
كانت هناك مجموعة من عشرة أصدقاء ، أسماءهم ناهد وبدور وفريدة وليلى، وعائشة وموني وجوري وريتا وبتول وبانا ، وقد اشتهر تلك العشرة فتيات بقوة صداقتهم ووجودهم الدائم معاً في المدرسة ، وخارج المدرسة حتى اطلق عليهم لقب (العصابة) .
وذات يوم ذهبن الصديقات العشرة إلى المدرسة ، ولمحت ناهد ورقة ملصقة على لوحة الإعلانات ، فاقتربت لقراءة ما ذكر فيها وفجأة صاحت ، بصوتها عالياً : هيا يا رفاق لقد وضعت المعلمة الأماكن المقترحة ، للرحلة المدرسية لهذا الأسبوع .
ركض الأصدقاء نحو لوحة الإعلانات ، لرؤية الأماكن التي قد ذكرتها المعلمة ، في الورقة والتي ستكون وجهتهم لتلك العطلة ، بل عندما سمع باقي التلاميذ نداء نمراتا ، اسرعوا أيضًا نحو لوحة الإعلانات .
وحول لوحة الإعلانات خرجت أصوات التلاميذ ، صياحًا فكل واحد يصيح بمكانه المفضل الذي يريد أن تكون الرحلة المدرسية فيه ، كانت بانا هي الفتاة الأكثر قيادية وحماسة في تلك المجموعة .
بل وكانت أكثر عدوانية ، فصاحت وقالت : إذن إلى أين سنذهب في تلك الرحلة ، بعد ذلك الصياح والصراع الذي يحدث ؟ ، وظلت تسرد أسماء الأماكن مرة أخرى ، حتى يتمكن الجميع من الإجابة على سؤالها وعلت الأصوات ، واختلفت الآراء وابدى الأصدقاء رغبات مختلفة ، ولم يتفقا على مكان بعينه .
سمعت المعلمة صياحهم فأمرتهم بالتوجه نحو الفصل ، فدخل التلاميذ والأصدقاء العشرة إلى الفصل ، وجلسوا في هدوء فسألتهم المعلمة عن اختيارهم ، لمكان الرحلة فبدأت أصوات التلاميذ تعلو مرة أخرى ، وكل واحد يصيح بالمكان المفضل لديه .
فغضبت المعلمة ، وطلبت من التلاميذ الصمت ، وطلبت أن يكتب كل واحد رغبته في ورقة ، وستكون الرحلة هي المكان ، الذي حصل على عدد كبير من الأصوات ، وفي اليوم التالي ذهب التلاميذ ، والأصدقاء إلى المدرسة متلهفين لمعرفة نتيجة التصويت حول مكان الرحلة .
أخبرتهم المعلمة أنه وقع الاختيار لأحدى الأماكن الجبلية والتي سيمارسون فيها صعود الجبل ، وأتى موعد الرحلة وانطلقت حافلة المدرسة لمكان الرحلة ، ودار شجار بين الأصدقاء العشرة ، حول جلوسهم بالمقاعد المجاورة للنافذة .
ولكن تدخلت المعلمة مسرعة ، وأخبرتهم بأن الطريق سيستغرق ساعتين ، فيمكن لجزء من التلاميذ الجلوس ، بجوار النافذة الساعة الأولى ثم يتم التبادل مع البقية الساعة الأخرى .
بعد مرور ساعتين وصل الطلاب إلى مكان الرحلة ، ونزلوا من حافلة المدرسة وبدئوا في تسلق الجبل ، ومن ارتفاع المسارات الجبلية ، كان جمال الوادي لا يوصف ، لكن المسار كان خطيراً وضيقاً وكل خطوة يجب أن توضع بعناية.
واستمر الأصدقاء في تسلق الجبل ، حتى شعرت صديقتهم موني بالتعب ، وطلبت آخذ قسط من الراحة ، وبينما تسير تجلس فى مكان ما ، شعرت قدميها تنزلق وصاحت : النجدة ، النجدة .
تطلع الأصدقاء إلى الخلف ، وكانت موني قد سقطت بالفعل على بعد 10 أقدام تقريباً أسفل حافة ضيقة وكانت تمسك بكتلة واهية من العشب البري ، ولم تكن هناك طريقة تمكنهم من سحبها ، فكان عليهم التفكير في شيء سريع . كلهم نظروا إلى الانخفاض الحاد إلى الوادي أدناه وهرعوا من هول المنظر ، اقترحت جوري أن يمسكوا يدهم معاً وأحدهم يمد يده نحو موني ، ليمسك بها ويقوموا بسحبها .
ولكن شعر البعض انهم لن يتمكنوا من إنقاذ صديقتهم موني ، ولكن ظلت جوري تحمسهم وتأكد لهم أن تعاونهم قد ينقذ صديقتهم ، وبالفعل أصطف الأصدقاء التسعة صفاً واحداً ، ممسكين بعضهم البعض .
ومدت جوري يدها نحو موني ، وأمسكت بها وطلبت من الأصدقاء استمرار التماسك والسحب ، ومرت تلك اللحظات كأنها سنوات من الخوف والهلع ، حتى تمكنوا أخيراً من إنقاذ صديقتهم موني ، التي قدمت لهم المزيد من كلمات الشكر واحتضنتهم ، فحقاً أن الصديق يجب أن يوجد في وقت الضيق .