قصة أهمية العمل باجتهاد
كان سكان قرية بلامبور عمال عاديين ، ولم يحصلوا إلا على القليل من سبل كسب رزقهم ، فقد كان أهل القرية إلى حد ما أشبه بالبسطاء الفقراء ، وكان في هذه القرية رجل يدعى بلال ، وكان بلال عاملاً فقيراً في هذه القرية ، وكان يعمل في السوق على أساس الأجور اليومية ، وكان هذا هو المصدر الوحيد للدخل له .
كان العامل بلال لديه العديد من الأعباء لحملها ، فقد كان لديه أربعة أطفال وعليه توفير التعليم والغذاء والملابس لهم ، ولكن كان الطفل بهلول هو الطفل الأكثر شهرة من بين اخوته .
فلم يكن لديه أي اهتمام بالدراسة ، بل وكان يستخدم عدة أعذار لعدم الذهاب إلى المدرسة ، وليس هذا فقط بل كان مسرفاً للغاية ، وينفق كل مصروفه في شراء الحلوى والشكولاتة ، والأطعمة غير الصحية .كان بلال قلقاً جداً على ابنه بهلول ، الذي كان لديه مثل هذه العادات السيئة ، وفي يوم من الأيام اتخذ بلال قراراً صارماً لإصلاح ابنه ، وتعهد بعدم إعطائه أي أموال من ذلك اليوم فصاعداً .
وعندما أخبر بلال طفله بخصوص هذا القرار ، شعر بهلول بحزن شديد ، وظن أنه لن يستطيع أن يحصل على المصروف ، لمدة يوم أو يومان حتى يعود والده لكسب المال ، لأنه كان يظن أن والده يعاني من نقص المال في تلك الفترة ، لكن مرت أيام عديدة ووجد بهلول نفسه لا يأخذ مصروفاً على الاطلاق .
طلب الأب من بهلول أن يساعده في العمل ، ليتمكن من كسب مال أكثر فيستطيع أن يحصل على مصروف ، وطلب بلال من بهلول أن يذهب للعمل ، في محطة السكك الحديدية الموجودة بالقرية ليكسب المال .
خرج بهلول من المنزل وقرر أن لا يذهب للعمل ، بل يذهب إلى والدته ليحصل منها على المال ، ثم يعود لوالده ويخبره أنه كسب هذا المال من العمل فيفرح والده ويعطيه مصروفاً .
وبالفعل نفذ بهلول الخطة وذهب إلى والدته وطلب منها بعض المال فأعطته إياهم فعاد إلى والده وأخبره انه كسب المال من تعبه وعمله ، فطلب بلال من بهلول أن يخرج ويلقي بتلك النقود في البئر ، وأن يعود لمحطة السكك الحديدية ليعمل بجهد ويكسب المال ، فألقى بهلول المال في البئر ورحل ، وهنا علم بلال أن بهلول لم يتعب في الحصول على هذا المال ، لأنه تخلص منهم سريعاً دون نقاش .
خرج بهلول وأخذ يفكر في حيلة أخرى ، فقرر الذهاب إلى منزل أخته ليأخذ منها بعض المال ، ويعود إلى والده ويخبره أنه كسب المال ، بعد عمل شاق في المحطة ونفذ بهلول الخطة ، فطلب منه والده مرة اخرى أن يخرج ويلقى بالأموال في البئر فخرج بهلول وألقاها في البئر وهو حزيناً وقد تحير من والده .
خرج بهلول من المنزل وقرر أن يتعب ، وخرج تلك المرة للعمل بجهد حتى يحصل على المال ، فتوجه إلى محطة السكك الحديدية ودخل وبكي هناك ، فلم يرد أن يعمل أو يتعب فرآه أحد الركاب ، وسأله عن سبب بكائه فأخبره بهلول بأنه عليه أن يعمل حتى يحصل على مصروف .
فعرض الراكب على بهلول أن يعمل حاملاً للحقائب ويساعد الركاب في حمل حقائبهم أثناء ركوب القطار أو النزول منه .فرح بلهول من هذا العمل وحمل حقيبة الراكب فأعطاه مبلغ من المال ، وظل بهلول يحمل الحقائب للركاب وحصل على الكثير من المال .
عاد بهلول إلى والده وهو فرحاً ، رغم أنه يبدو متعباً وأخبر والده أنه حصل على المال فطلب والده منه أن يخرج ويلقى بالمال في البئر ، ولكن في هذه المرة لم يخرج بهلول بسهوله .
بل قال لوالده كيف ألقى بالمال في البئر وقد تعبت كثيراً من أجل الحصول عليه ، وظللت أحمل حقائب الركاب الثقيلة ، على كتفي حتى أحصل على المال ولذا لن اخرج وألقيهم في البئر .
في تلك اللحظة شعر والده بالسعادة ، لأنه أدرك أنه عليه أن يحافظ على المال ، الذي تعب من أجل الحصول عليه ، وعليه أن يقدر قيمة المال ، الذي يتعب والديه من أجل الحصول عليه .