قصة الحرية الغالية
وصلت سيارة تحمل الصيادين إلى مدخل الغابة وهمت بالدخول إليها ، غير أن الحيوانات تصدت لها واستعدوا للهجوم على الصيادين ، حينئذِ أمر رئيس الصيادين زملاءه بالتوقف والرجوع قليلًا خارج الغابة …
وترك رئيس الصيادين السيارة ونادى على حيوانات الحراسة : أريد مقابلة ملك الغابة .
قال النمر : ولم تريد مقابلته ؟
– أريد أن أعرض عليه شيئًا .
– بشرط أن تترك سلاحك وتذهب أليه بدونه .
– لك ذلك .
– أنتظر حتى نرسل إلى الأسد ونستأذنه لمقابلتك .
أرسل النمر الحارس أحد القرود إلى الأسد ليستأذنه لمقابلة الصياد . فوافق الأسد وانطلق الصياد بصحبة النمر إلى الأسد .
قال الأسد في غضب : إن لدينا حراسة يقظة .
قال الصياد : لم نأتِ لنقتل أي حيوان .
– إذن ما الذي جاء بكم ؟
– إن لدينا حديقة حيوانات في بلدنا ، وجئنا إلى الغابة كي نأخذ بعض الحيوانات كي تعيش عندنا .
– وماذا تستفيدون من هذا ؟
– يأتي الناس الكبار وأطفالهم ليستمتعوا برؤية الحيوانات ، ويدفعوا مقابل ذلك بعض المال ، وهذه الحيوانات التي في الغابة يأيتيها طعامها وشرابها إلى مكانها ولا تحتاج لعناء السعي والتعب في أنحاء الغابة .
وهنا قال الأسد : وضع قد يكون جميلاُ ، يمكن أن أرسل أليكم مجموعة من الحيوانات كل شهر بالتبادل بحيث تمكث عندكم شهرًا ثم تذهب مجموعة أخرى وهكذا.
– لا يا سيدي الأسد .
– كيف ؟
– إن من يأتي إلينا من الحيوانات لا يعود إلى الغابة أبدًا ، وسوف يظل عندنا هو وذريته إلى الأبد .
– هذا أمر خطير ، ولا أستطيع أن أرغم أحدًا من الحيوانات على فعله .
– إذن ماذا ترى ؟
– دعونا ندعو بعض الحيوانات وعرض الأمر عليهم ، ثم نرى ماذا يقررون.
ولكن
– ولكن ماذا يا سيدي الأسد ؟
– حذار أن تخدعوا أي حيوان وتعدونه بما ليس موجوداً عندكم .
– لك هذا الوعد .
استدعى الأسد بعض القرود وعرض عليهم الأمر ، وقال : ما رأيكم في الذهاب إلى حديقة الحيوان ؟ وشرح لهم الأمر .
قال أحد القرود : ومن يذهب لن يعود إلى الغابة مرة ثانية ؟
قال الصياد :نعم ، ولكنه سيعيش معيشة هنيئة ومريحة ، طعام وفير وسهل وقفص فاخر .
– ماذا قلت ؟ قفص فاخر تعني سجنًا فاخرًا ؟
– ليس الأمر كذلك تمام ، ولكن حتى يحمي الناس من الحيوانات .
– إن الناس هم الذين يؤذون الحيوانات وليس العكس ، أنت وزملاؤك جئتم إلينا في الغابة تحملون السلاح ، ولم يذهب حيوان واحد إلى منازلكم ليؤذي أحداً ، انتم تريدون ان تسلبوا حريتنا نظير الطعام الذي تلقونه إلينا .
قال الأسد : لا تسبق الأمور أيها القرد ، ولكن دعنا نقترح على الصياد أمرا.
– تفضل يا سيدي الأسد .
– أقترح أن يذهب معك وفد من حيوانات الغابة إلى حديقة الحيوان ليقوموا بزيارة بعض الحيوانات فيها ليستطلعوا الأمر على حقيقته ، وتترك بعض زملائك عندنا كي نطمئن رجوعك بالحيوانات .
– لك ذلك .
حمل الصياد بعض الحيوانات ليقوما بملاقاة الحيوانات الحبيسة في أقفاص الحديقة ليستطلعوا الأمر ، وينقلوا ما شاهدوه إلى زملائهم الحيوانات .
وبعد مرور بضعة أيام عادت الحيوانات إلى الغابة ، وذهبوا لمقابلة الأسد .
قال الأسد : ما رأيكم بعد زيارة حيوانات الحديقة ؟
صاح وفد الحيوانات في صوت واحد : لإن نجوع ونحن أحرار أفضل مئة مرة من أن نشبع ونحن سجناء
المؤلف: عبد الله محمد عبد المعطي
قصة رائعة ما شاء الله.
للإشارة فأنا أيضا أكتب قصص أطفال