قصة الرسّام العجوز
يحكى أنه في قديم الزمان ،كان هناك رسّام عجوز يعيش في قرية صغيرة ،وقد كانت لديه موهبة الرسم ،فكان يرسم أجمل اللوحات الرائعة والجميلة التي يبيعها بأسعار عالية.وفي يوم من الأيام جاءه رجل من القرية وسلم عليه وقال له : إنك تكسب الكثير من المال من لوحاتك وأعمالك الفنية ،فلماذا لا تقدم المساعدة والعون للفقراء في قريتك ؟ أنظر لجزار القرية فإنه لا يملك الكثير من المال مثلك ولكنه مع ذلك يوزع كل يوم قطعاً من اللحم المجانية على الفقراء .
ابتسم الرسام العجوز في هدوء ورد على الرجل قائلاً : الله يعيينا ويساعدنا على تقديم العون والمساعدة للمحتاجين .
فرد عليه الرجل في غيظ : لكنك غني وتمتلك الأموال ويمكنك مساعدة الفقراء ،ثم خرج منزعجاً من عنده وأشاع هذا الرجل في القرية أن الرسام العجوز رجل ثري ولكنه بخيل جدآ ويرفض مساعدة المحتاجين والفقراء ،فنقم عليه أهل القرية عند سماعهم هذا الكلام عنه .
بعد مرور فترة من الوقت أصاب الرسام العجوز مرض ولم يعره أحد من أهل القرية أي اهتمام حتى مات وحيداً دون رعاية ولا اهتمام من أحد فالكل كرهوه لبخله الشديد الذي سمعوا عنه .
مرت الأيام والليالي وقد لاحظ أهل القرية أن الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحماً مجانياً كما كان معتاداً أن يفعل معهم من قبل ،وعندما سألوه عن السبب ،أجابهم الجزار أن الرسّام العجوز كان يعطيه كل شهر مبلغا من المال ليرسل لحمًا للفقراء ،ولكن الرسام قد مات الآن وبعد أن توقّف مصدر المال لم يعد لدي القدرة على مساعدتهم .ثم قال : قال لي الرسام لا تقل لأحد من أهل القرية بأني أنا من يقوم بدفع المال لشراء اللحم لهم ،ثم أكمل اللحام قوله : وقد نزلت عند رغبته هذه ولم أعلم أحدا بذلك .
العبرة من القصة : لا تتهم الناس بالباطل دون معرفة الحقيقة ،فليس الظاهر دائماً حقيقي فالمظاهر خدّاعة .