قصة الأرنب الذي يسخر من الجميع
كان ياما كان في قديم الزمان، كان هناك أرنب صغير يحبّ الضحك والاستهزاء بالحيوانات الأخرى، فذات مرة سخر من الفأر بوضع قطعة جبن على مصيدة للفئران، وعندما أراد الفأر أكلها أطبقت على أنفه.
ومرّة قرّر هذا الأرنب القيام بمزحة ثقيلة مع صديقه الكلب الصغير الذي كان منشغلاً بزراعة حقله.
اقترب الأرنب المازح من الكلب وقال له : هل تريد أن تتناول وجبة سجق شهيّة؟فردّ عليه الكلب : بالتأكيد، ولكنْ أين هي ؟
قال الأرنب: تفضّل، ها هي لقد سقطت من أحد الأشخاص بعد خروجه من محلّ القصّاب.غرس الكلب أسنانه في قطعة السجق، فاندفع الماء بوجهه بشدّة!، فتبين له أنها لم تكن قطعة السجق هذه سوى خرطوم مياه كان قد ردمها الأرنب بالحشائش.
وفي يوم آخر اقترب هذا الأرنب الشقيّ من البطّة الصغيرة، ووضع لها بضع حبّات من الذّرة على الأرض، وأخرى تحت أوراق الأشجار المتساقطة.
وكان الأرنب بانتظار البطة المسكينة، وقد هيّأ لها مزحة مزعجة، إذ رفعها من منقارها، بواسطة حبل مشدود إلى إحدى الأشجار.ظلت المسكينة تصرخ حتى أنقدها أصدقائها الفأر والكلب .
بعد ذلك، اجتمعت الحيوانات الثلاثة : الفأر والكلب والبطة، واتخذت قراراً بمعاقبة الأرنب الشقيّ، وذلك بقذفه في بركة ماء في الغابة ،أخد يصرخ طالبا النجدة لكن لا أحد من الحيوانات يريد مساعدته، هذا لأنه كان يؤديهم كثيرا، فأصبح وحيدا ولا يحبه أحدا من الحيوانات وليس لديه أصدقاء يحبونه لشدة استهزائه بهم .
وهكذا تمت معاقبة هذا الأرنب المازح، الذي لم يعد لديه رغبة في الضحك والسخرية من الآخرين، بل كان نادماً على ما فعل، وعلم أن كثرة المزاح تميت القلب، وأن السخرية من الآخرين غير جائزة ومكروهة، وأنه بتصرفه هذا يؤذي أصدقائه، وهذا يجعله غير مرغوب به ولا يحبه أحد .