قصص اطفال

قصة الثقة بالله

يروى أنه في يوم من ذات الأيام كانت إحدى المعلمات مشرفة على مقصف المدرسة وكان من عادتها أنها بعد انتهاء الفسحة ،تجلس تعد النقود وتحسب الربح وتتفقد الناقص وغيرها من متطلبات المقصف اليومية ..كانت تعاونها إحدى الفراشات ،كانت امرأة مسكينة ضعيفة الحال تعول أطفالها الأيتام .قالت المعلمة كنت ذات مرة أعد النقود وأغلبها من الجنيهات ،لأن الطالبات كن في المرحلة الابتدائية ،وكانت الجنيهات أمامي كثيرة..
فكنت أمازح الفراشة وأقول لها تخيلي يا أم فلان لو هذه الجنيهات تحولت إلى مئات الآلاففقالت : الله أكبر .ثم قلت : تخيلي لو صارت لك .فقالت : يا الله أعطيني من فضلك .فقلت : لو كانت لك فعلا ماذا كنت ستفعلين يا أم فلان؟أجابت بسرعة : أشتري بيت يسترني أنا وصغاري الأيتام ويريحني من عناء الإيجار .تقول المعلمة : ضحكت عليها وقلت : أين يا أم فلان فالبيوت لم يعد يقدر على شرائها حتى ميسوري الحال !فكيف بغيرهم من الفقراء ؟!
فاجأتني الفراشة بأنها نظرت لي نظرة قوية وقالت : ما طلبته منك يا أبلة فلانة طلبته من الله سبحانه ،الذي رفع سبع سماوات ،فأفحمني ردها .انتهينا من المقصف وأكملت يومي الدراسي حتى انتهى وعدت لمنزلي ،فلما حان وقت العصر ،أخذت بنياتي وذهبت لزيارة والدتي ..وعند جلوسي في بيت أمي حضرت القهوة وجلست بجانب أمي وكانت تتحدث على الهاتف وكنت أراها أثناء جلستنا مشغولة بالاتصالات ..
فسألتها : ما الخبر يا أمي؟
قالت : فلانة قريبتنا التي طُلقت هل تذكرين معاناتها فقلت نعم ما الجديد الذي حدث معها ،فقالت والدتي جمعنا لها مالاً لنشتري لها بيتاً صغيرا يكفيها وعيالها ،وقد تم ذلك ولكن حين اشترينا البيت اتصلت بها لأخبرها لكنها فاجأتني بأنها ولله الحمد تصالحت مع زوجها وعادت لبيتها واستقرت مع اطفالها ..
والآن أستشير الأقارب والجيران وكلهم يقولون أخرجنا المال لله فلا نريد استرجاعه بل يصرف في الخير وقضاء حاجة الناس وقالوا لي ابحثي عن من هو محتاج لسكن هذا البيت الصغير ولا أدري ما نفعل به ،فأنا حتى هذه اللحظة لم أتوصل لأحد يحتاجه .
وهنا انطلقت المعلمة بلا شعور تحكي لوالدتها عن الفراشة المسكينة أم الأيتام وحالها مع الإيجار وتعبها في توفيره وأمنيتها بالبيت .
فعادت أمها تتصل بالأقارب وتسألهم عن رأيهم فاتفقوا أنه يعطى للفراشة المسكينة .
تتحدث المعلمة عن نفسها فتقول : سبحان الله ،لقد كان هذا الحدث درساً لي في الثقة بالله وحسن الظن به .
فأنا التي كنت في وقت الضحى أضحك عليها وأقول من أين لك البيت وهذه الأيام صعب الحصول عليه ،و إذ أنا بنفسي وفي نفس اليوم آخذها بسيارتي ومعي والدتي ،لنمر على المكتب العقاري وتوقع العقد هذه المسكينة اللاجئة إلى الله وتستلم البيت في نفس اليوم وهي تبكي من الفرح .
ما أعظم فضل الله وما أحسن التعلق به وسؤاله من فضله ،يدبر لك الأمور ويرزقك من حيث لا تحتسب .يقول تعالى في كتابه الكريم :” ادعوني أستجب لكم ”‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button