قصص اطفال

قصة الضفدع الذي قفز من النافذة

يحكى أنه كان هناك ضفدع وحيد يعيش في بركة بجوار قصر مهجور ، و في بعض الأحيان كانت تأتي ساحرة السفر وتبقى في هذا القصر لمدة يوم واحد ، فقرر الضفدع في أحد الأيام الذهاب لإلقاء نظرة على القصر المهجور ، لهذا  قفز إلى أعلى حتى وصل إلى إطار نافذة قديمة ، و بدلاً من ملء الإطار بالزجاج ، كان ممتلئًا بما يشبه فقاعة الصابون ، وحينما رآها الضفدع أراد أن يتسلى ويلعب بالقفز من خلال  الفقاعة .
لكن تلك الفقاعة  في الحقيقة  لم تكن تلك فقاعة صابون ، لقد كانت بقايا جرعة سحرية تركتها الساحرة ، وعندما  قفز الضفدع من خلالها وجد نفسه يدخل مكانًا مختلفًا جدًا ، فبدا  وكأنه يدخل منزل شخص غني جدًا ، كان   المكان دافئ وتفوح منه رائحة لطيفة ،  لكن ذلك لم يدم طويلا فقد رصد كلب كبير الضفدع وكان على وشك الإمساك به ولكن لحسن حظ الضفدع استطاع أن يقفز من النافذة بثلاث قفزات كبيرة ،ليجد نفسه فجأة في بركة رائعة مليئة بالضفادع .
كانت الضفادع ذات جمال كبير وكان بالبركة عدد كبير من الضفادع الذين يلعبون بسعادة  طوال اليوم ، أما ضفدعنا فلم  يكن وسيم ولا قبيح ، كان منظره طبيعي  و لهذا  فلم يكن موضع ترحيب كبير من الضفادع الأخرى ، لكنه كان يستمتع بنفسه لدرجة أنه لم يكن يهتم برأيهم به .عاش الضفدع هناك لعدة أيام ، إلى أن جاءت تلك الليلة التي قامت مجموعة من الضفادع الذين كانوا يتضايقون من مظهر الضفدع الشائع ، بامساكه أثناء النوم وألقوه مرة أخرى من النافذة .
استيقظ الضفدع في غرفة نوم مظلمة باردة وغير مريحة ،كان هناك صبي صغير بها  ، وعندما رأى الصبي الضفدع رحب به في سعادة كبيرة ، و سرعان ما أصبح الولد والضفدع رفيقين لا ينفصلان ،  و اعتنى الصبي بالضفدع بأقصى ما يستطيع من جهد ، ولكن الضفدع كان لا يكف عن التفكير  في جميع وسائل الراحة التي كان يتمتع بها في البركة الرائعة التي عاش بها قبل أيام.  و في إحدى الليالي عندما كان البرد يزداد سوءًا ، ونفد الحطب من الغرفة قفز الضفدع إلى النافذة و خرج في القطب الشمالي!
وهنا شعر الضفدع أنه سيموت من البرد ، لذا قفز بسرعة من خلال النافذة مرة أخرى ، ولكنه   في هذه المرة وجد نفسه في صحراء ، وعندما قفز مرة أخرى عبر النافذة ، عاد إلى وسط الثلوج القطبية. قفز الضفدع مرارا و تكرارا ، ذهابًا وإيابًا ، ولكنه كان يخرج دائمًا إما من القطب الشمالي أو الصحراء ،   وبينما كانت تتغير وجهته من مكان إلى آخر ، كان يتذكر سيده الصالح ؛ الولد الفقير وكيف كان يعامله ، فالضفدع لم يشكر الصبي على الإهتمام به ، وكان مهتمًا فقط بنفسه محبًا لراحته الخاصة ، وندم على تركه فقد كان وجوده مع الولد يعني نهاية هذا الوضوع السيء ، فقد كان سيرحمه من الجوع والقفز من أعلى درجات الحرارة إلى أقصى درجات البرودة .
العبرة من القصة :
الرضا بما قسمه الله لنا حتى لو كان قليلًا ، والبقاء مع من يحبوننا ويعملون على راحتنا مثل الأم والأب ، لأننا لن نجد أفضل منهم في العالم ، وأيضا الابتعاد عمن يضايقونا وعدم محاولة البقاء معهم ، إن كانوا لا يهتمون لأمرنا أو يحبونا .
 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button