قصة آكلي لحوم البشر
كان رامي شاب ناجح وطموح حيث كان منتهز للفرص ،وكان يفعل أي شيء لتحقيق اهدافه.
كان يسكن مع والدته بعد وفاة والده الغني وقد أورثه ثروة هائلة ،وكان رفيقه كلبه المخلص له دوني ،وكان مهتم بالرياضة ولديه جرأة غريبه .
فهو عاشق لأفلام الرعب ويشعر أن بداخله شيء غريب اقرب إلى الشر كان يعيش في إحدى المدن الكبرى ،ولكن يوجد على جانب هذه المدينة قرية مهجورة .
هناك شائعات كثيرة في المدينة عن هذه القرية ،فالناس تحكي أنها مسكونة بمخلوقات غريبة ذات عيون حمراء شكلها أشبه بعيون القطط وأسنان طويله مدببة وكثيرة ،ولا يظهر هؤلاء السكان الا بعد منتصف الليل .كانت هذه القرية تقع بجوار طريق سريع على طرف المدينة ،وكان الناس ينظرون من سياراتهم بخوف باتجاه بيوتها المهجورة المظلمة منذ زمن ،كانت تبعد عدة أمتار عن هذه الطريق ،وتحيط بها الاشجار الكبيرة …
وفي صباح إحدى الأيام جلس رامي للفطور وبجانبه كلبه المدلل دوني،مع والدته فسألها قائلا : أمي ماهي قصة القرية المجاورة لمدينتنا ،وهل صحيح ما يحكى عنها !
ابتسمت والدة رامي وقالت : لماذا تريد أن تعرف الأن بالتحديد عنها .فقال رامي : لقد مررت بجوارها بالأمس وقد لاحظت انها غريبة فعلا .قالت الأم : اعتقد يا بني إنها شائعات فقط ،لقد سردت العديد من القصص عنها ولكن لا شيء مؤكد .قال رامي : وماذا يقولون عنها .قالت الأم : يقولون أن أهلها منذ زمن بعيد أصابهم مرض جعلهم لا يحتملون ضوء الشمس ،فكانوا يلازمون بيوتهم ولا يستطيعون العمل فأصابهم فقر الحال ،فلم يبقى أمامهم سوى أكل كل حيواناتهم حتى يتمكنوا من العيش ،وعندما لم يتبقى لهم ما يأكلوه يقال أنهم كانوا يخرجون ليلا لإمساك أي شيء يمكن أكله ،وقد اختفى العديد من الأشخاص في محيط هذه القرية ولم يعثر لهم على أثر بعدها ابدا ،وقيل أن أهل القرية هم سبب اختفائهم يا بني .فقال رامي : اعتقد أنها خرافات يا أمي وأعتقد أن أهل القرية سكنوا هذه المدينة منذ زمن وتركوا القرية شيئا فشئيا حتى أصبحت خالية هكذا .فقالت الأم : ولكن هنالك حادثة حدثت وليست من زمن بعيد ،حيث حدثت لأحد الأشخاص الفقراء من المدينة ،إذ أنه لم يكن قادر على دفع أجر بيته فقرر أن يذهب بعائلته ويسكنوا إحدى بيوت القرية ،وبعد أن أقاموا هناك اختفوا ولم يعثروا بعدها على أثر لأحد منهم.قال رامي : وكيف يبدوا شكلهم يا أمي !فردت الأم : قيل أن عيونهم اصبحت أشبه بعيون القطط ،وأسنانهم مدببة وكثيرة ولكن إن كان الشخص الذي يهاجمونه شرير بطبعه فهم ينقلون إليه مرضهم ولا يأكلون إلا الأشخاص العاديين .
ضحك رامي وقال حسنا إني ذاهب إلى النادي سوف تأتي صديقة لي اليوم سأعمل على تدريبها فلن أسمح بأن تتدرب عند أحد لأني أحبها وربما أتقدم لخطبتها قريبا يا أمي .ابتسمت الأم وقالت له احذر ان يأخذها أحد منك .ضحك وقال لأمه أهتمي بكلبي دوني لأنني اليوم سأهتم برشا ولا أريد أن اصطحبه معي .استقل رامي سيارته الفاخرة وتوجه إلى النادي وانتظر وصول صديقته بفارغ الصبر ،وصلت صديقته بعد دقائق وكان هذا أول يوم لها في هذا النادي ،نظر إليها رامي وقال سنذهب للغداء بعد التدريب هذا اليوم .
وبالفعل عند انتهاء التدريب خرجا إلى إحدى المطاعم، وتبادلا اطراف الحديث، قال رامي يجب أن نتقابل أكثر لنتعرف على بعضنا بشكل أفضل، ضحكت رشا وقالت حسنا موافقة .قال رامي : غدا سوف يعرض فلم جديد في سينما والفيلم رائع وسيعرض في الشارع الجنوبي .قالت رشا : هذه السينما بعيدة قليلا وقد نتأخر هناك عند العودة .فقال رامي : لا تقلقلي لن نتأخر .سألت رشا : وما الفلم المعروض .فرد رامي : فلم رعب جديد ومشوق جدآ .فقالت رشا: يا إلهي أنا لا أحب أفلام الرعب ولا أفضلها .قال رامي وهو يضحك : كيف تخافين و تكونين معي لا تقلقي .ضحكت رشا وقالت شرط أن لا نتأخر .فقال رامي: بالتأكيد لن نتأخر فأمي لوحدها بالبيت ولا أريد أن أتأخر عليها .وبالفعل في اليوم التالي إستقلا السيارة ومعهم الكلب دوني ،وتوجها نحو السينما .وبدأ عرض الفلم الذي كان مخيف فعلا ،وكانت رشا قد أخافتها بعض المشاهد فعلا و لكن رامي لم ينتبه لخوف رشا ولهذا السبب لم تشعر بالأمان فهو كان مندمج بالفلم ،وكان مرسوم على وجهه ابتسامه غريبة.وبعد إنتهاء الفيلم توجها للسيارة رامي وكان ينتظرهم كلبه دوني في لهفة وفرح، وفي طريق العودة ،قالت رشا أنه فلم قاسي ومخيف .فأجاب رامي : أنه عادي توقعته مرعب أكثر من ذلك يا رشا .فقالت رشا ممازحة ،يا لك من شرير ،وهيا قد بسرعة لأننا تأخرنا .وفجأة كان هنالك تجمع كبير للسيارات في الطريق أمام رامي.قلقت رشا وقالت يا إلهي ما هذا الازدحام سوف نتأخر بسببه .أجاب رامي : حظ سيء على ما يبدوا هناك حادث اصطدام أمامنا سأرى ما سأفعل ،حول رامي المراوغة بالطرقات وأخيرا خطر له التحول إلى الطريق السريع الذي يمر بجانب القرية المهجورة ولكن الشمس قد بدأت بالمغيب .
واستطاع رامي الخروج بسيارته إلى هذا الطريق ،ولكن عندما وصلوا إلى جانب القرية هناك شيئا ما جعل رامي يسلك طريق فرعية أخرى تمر في القرية .إستغربت رشا تصرفه هذا !وقالت : ماذا تفعل يا رامي إلى أين أنت ذاهب فهذه طريق خطرة .قال رامي : ضاحكا إن هذه مجموعة من الشائعات والأكاذيب سوف ندخل إلى طرف القرية فقط ولن نتأخر .بقيت رشا تراقب خائفة من تصرف رامي ،وصلوا إلى طرف القرية عندها أوقف رامي السيارة عند أحد المنازل الغريبة .صرخت رشا: ماذا تفعل يا مجنون ؟ضحك رامي وقال أنظري لا يبدوا على هذا المنزل أنه مهجور منذ مدة طويلة لابد أنه منزل العائلة التي حدثتني عنها أمي .ولكن أثناء حديث رامي توقف محرك السيارة فجأة فاندهش رامي وسألت رشا ماذا حدث ؟أجاب رامي لا ادري لقد توقف المحرك فجأة ،كانت الشمس قد غابت تماما وحل الظلام .حاول رامي إعادة تشغيل المحرك لكن دون جدوى، ففتح رامي باب السيارة فصرخت به رشا إلى أين أنت ذاهب !فأجاب : يجب أن أحاول إصلاح السيارة لكي نخرج من هنا، تمسكت رشا به محاولة منعه من الخروج ولكن رامي أفلت منها بقوة وقال أغلقي الأبواب من الداخل وانتظري أنتي ودوني ولا تفتحي إلا عندما تريني أمامك .
نزل رامي وكان الظلام قد اسدل على المكان بسواد شديد وقف رامي أمام السيارة ولاحظت رشا شبح شخص ما واقف ورائه حاولت تحذيره لكن هذا الشبح أمسك به وبدأ يتعارك مع رامي ووقعا على الارض بعيدا عن نظر رشا ولم تعد تستطيع رؤيتهما.قفزت رشا إلى مقعد السائق محاولة تشغيل السيارة دون جدوى ،وفجأة ضربت يدآ بقوة على مقدمة السيارة وكانت اليد مملوءة بالدم، صرخت رشا بأعلى صوتها فزعة مرتعبة ،وأخد الكلب دوني يبنبح بأعلى صوته ،ولكنها سمعت صوت رامي !يصرخ بها افتحي الباب !!
ففتحت رشا الباب وحاول رامي الدخول إلا أن شبحا أخر أمسك به، فنزلت ومعها الكلب دوني من الباب الأخر وبدأت بالجري هائمة على وجهها وهي تسمع صوت عراك وصراخ خلفها وعندما التفتت لترى ماذا يحدث لم تجد الكلب دوني .فخافت وتوقفت فجأة وشاهدت أضواء الطريق العام ،وسمعت صوت سيارة شرطة ولكنها سمعت خطوات شخص خلفها فجرت بكل قوتها باتجاه الطريق إلا أن يد أمسكتها من الخلف فأوقعتها على الأرض وبدأت بالصراخ محاوله إبعاد هذا الشخص عنها .
وفجأة سقط هذا الشخص على الأرض فقد عضه الكلب دوني في رقبته ،لكن دوني كان قد تعرض لضربة أودت بحياته صرخ رامي وأمسك يداها وقال هيا بنا يا رشا بسرعة فالمكان غير أمن أبدا .
دخل رامي إلى المنزل كانت والدته فوجدها جالسة في صالة المنزل وقد غلبها النعاس وكانت الصالة مضاءة بألوان التلفاز التي تتبدل ألوانه باستمرار إستفاقت الأم من غفوتها وقالت ،لقد تأخرت يا رامي في العودة ،لقد إنتصف الليل تقريبا ،ثم قل لي ما هذا الكيس الكبير الذي تحمله وأين كلبك دوني .
فرد عليها رامي : لقد مررت على النادي وأخذت بعض الأغراض خاصتي أما دوني فقد ذهب مع رشا فهي أعجبت به وطلبت مني أن يقيم معاها لفترة .فقالت الأم :حسنا تصبح على خير يا بني .دخل رامي الى غرفته ولكن شيء ما كان قد تغير به فعيونه أصبحت أشبه بعيون القطط وأصبحت ومائلة للون الأحمر .وضع الكيس أمامه وأخرج منه شيئا غريبا أنه رأس فتاه ويدين وأقدام ،إنها تشبه رشا ولكن ماتزال عليها نظرة رعب مخيفة فعيونها جاحظة وفمها المفتوح ما يزال يقطر بالدماء .صباح اليوم التالي خرج رامي من غرفته .وقال : صباح الخير يا أمي .فردت امه عليه : صباح النور يا بني لقد سمعت الخبر هذا الصباح ،يقال أن سيارة تقل شاب وفتاة اختفيا داخل القرية المهجورة ووجدوا جثة رجل شرطة كان قد أبلغ عن هذه السيارة وقد حاول انقاذ الفتاة .ثم قالت ،إجلس للفطور يا بني ،إبتسم رامي إبتسامة شريرة وهو يخرج من المنزل لن أستطيع الفطور يا أمي إني متخم من عشاء البارحة أبدوا وكأني أكلت جثة أحدهم .نظر لأمه نظرة شريرة وقال ربما علي أن أبحث عن وجبة جديدة قبل أن أجوع هذه الليلة .علم رامي أنه أصبح منهم ،أصبح من أكلي لحوم البشر ،فهوا كان مستهزئا بهم