قصص اطفال

قصة الأميرة والضفدع: عنوان الغرور والتواضع

تعلم من قصة الأميرة والضفدع كيف يمكن للغرور أن يتحول إلى تواضع وصداقة حقيقية.

يحكى في قديم الزّمان أنه كان لملك عادل حكيم، إبنة باسمة الوجه بشوشة دائماً مرحة وتدعى فرح وكانت ترتدي دائماً ألبسة جديدة نظيفة و ملونة بالألوان الزاهية ،وكان لديها الخدم والحشم وكل شيء تتمناه .
ولم يكن في تلك البلاد أجمل منها، ولهذا أصابها الغرور، وكان هذا الملك يولي ابنته الوحيدة هذه العناية و الدلال الزائدين فقد كان يحبها حباً كبيراًغير أنه كان يسعى لأن تتقبّل الحياة ببساطة، وأن تكون متواضعة مُحبة للحياة و النُاس وألا تكون مغرورة متكبرة .


كانت لُعبة الأميرة المفضلة كرة ذهبية، ترميها لتلحقها وتجري خلفها، تقذف بها إلى الأعلى لتلتقطها من جديد بفرح وسرور ولا تريد لأحدا أن يلعب معها .وكان من عادتها أن تذهب أيام الصيف إلى الغابة القريبة من القصر، حيث تقضي الساعات الحُلوة مع كُرتها العزيزة عليها حيث تلعب وسط أشجار الغابة الكبيرة.و في أحد الأيام، وبينما كانت الأميرة تلعبُ بالكرة أُفلتت منها، وتدحرجت أمامها إلى أن سقطت وسط البحيرة على طرف الغابة.فجلست على حافة البحيرة تبكي كُرتها الذّهبية، التي كانت تنظر إليها بحسرة و أسى لأنها كانت لا تستطيع الوُصول إليها و استعادتها، فمياه البحيرة كانت عميقة جداً، وهي لم تكن تعرف السّباحة وكانت تخاف من النّزول إلى الماء.


ولم يمض وقت ٌ طويلٌ حتى سمعت الأميرة الصغيرة فرح صوتاً غريبا يقول : لماذا تبكين أيّتها الأميرة الصغيرة؟ لقد أذابت دُموعُك فُؤادي، وحرّكت عواطفي نحوك، و سأساعدُك ما أمكنني ذلك.التفتت الأميرة يمنها ويسرها، فلم تجد صاحب الصوت، غير أنّ بصرها وقع على ضفدع كبير الجسم قبيح المنظر جاثم فوق ورقة في وسط مياه البحيرة وعندما تأكّدت الأميرة أنّ الضّفدع هو الّذي كلّمها أجابته و هي مستغربة.
كيف يعقل لوجود ضفدع يتكلم بكلام مفهوم مثل كلام البشر،  فقالت له: إنني أبكي على كرتي الذهبية الغالية فلقد سقطت في ماء البحيرة ولا أستطيع الوصول إليها.فطمأنها الضفدع قائلا: لا عليك أيّتها الأميرة خفّفي حُزنك فسآتيك بكُرتك الذّهبية الغالية.


فقالت الأميرة : إذا أحضرت لي كُرتي فسأهديك جواهري وتاجي الذي أرتديه .
فتنهّد الضّفدع و قال : وماذا أفعلُ بالهدايا ؟؟ إنها لا تنفعُـني في شيء.فالضّفدع لا يستطيع الانتفاع بالمال و الجواهر، و أنا لستُ بحاجة إليهما، ما أحتاجهُ أيّتها الأميرة الصّغيرة هو أن تكوني لي رفيقة و صديقة تُحادثينني نهاراً و تُسامرينني ليلاً، و لذا أتمنى فقط أن أكون رفيقك و شريكاً لكِ في طعامك و نومك.
فحدّثت الأميرة نفسها قائلة : لا يدري هذا الضّفدع ما يقول، إذ كيف كان للضّفدع أن يعيش كما يعيش الإنسان ؟ثم وعدت الضّفدع قائلة : أعدك بذلك و هي تقول لنفسها سأعده  كي يحضر كرتي ،ولكني لن أفي بهذا الوعد السخيف ،و هي لا تدري أنها ،قد أعطت وعداً يجب عليها الوفاءُ به.


و بسرعة قفز الضفدع إلى الماء، وماهي إلا ثوان حتى أخرج كُرة الأميرة الذّهبية من الماء، ورماها أمامها.وعندما رأت الأميرة كرتها العزيزة أمامها على الأرض التقطتها فرحةً، ثم أسرعت نحو قصر أبيها دون أن تلتفت إلى نداء الضفدع الذي راح يناديها و يذكّرها بضرورة تنفيذ وعدها.
لم تسمع الأميرة كلامه ووصلت إلى قصرها فرحة سعيدة وراحت تلعبُ هناك ناسية وعدها.
وفي أحد الأيام، وبينما كانت الأميرة تتناول طعام العشاء مع أبيها الملك في صحنها الذهبي، سمعت قرعاً على باب القصر و صوتا يقول :
افتحي لي أيتها الأميرة الصغيرة حتى أدخل. ولمّا فتح الحراس الباب رأت الضفدع يُريد الدّخول. فتعجّب الحراس و الملك وسأل ابنته مستغرباً : ضفدع ! في قصري ويتكلم !! وماذا يريد منكِ الضفدع يا ابنتي ؟فحكت الأميرة فرح لأبيها ما جرى بينها و بين الضفدع القبيح و بالوعدِ الذي بينهما  ليُخرج لها كُرتها الذّهبية، وقالت لهُ:إنني لا أستطيع مُجالسة مخلوق قبيح كهذا الضّفدع يا والدي .غير أنّ الضّفدع قاطعها قائلاً : أنسيت ِ بُكائكِ على حافة البحيرة؟ أنسيتِ ما وعدتني به كي أُحضر لك الكرة الذهبية ؟فقال الملك العادل : عليكِ أن تفي بوعدك يا ابنتي، و تُلبّي طلب الضفدع.فقال الضّفدع : هيا و فورا احمليني إلى الكرسيّ إذا.ولما جلس تناول كأس الأميرة و شرب منه ثم مدّ يده إلى صحنها والتقط منه بعض طعامها، فاشمأّزّت نفسُ الأميرة و تركت الطعام غاضبة، ثم استأذنت والدها الملك بالذّهاب إلى غرفة نومها.فلحقها الضفدع، وقال لها خديني إلى سريرك، و غطيني بغطائكِ النّظيف لأنني أُريد النوم معك.


اغتاظت الأميرة كثيرا من جرأة الضّفدع وطلباته الغريبة، فتقدمت منه وحملته بين يديها، وقذفت به إلى الجدار لتتخلّص منه، ولكنه قفز علياً ووقف على كتفها ،فأخدت تصرخ على الحراس .
ضحك الضفدع عليها بصوت عالِ وتركها وذهب لينام في سريرها، وفي اليوم التالي نهض الضفدع ووجد الأميرة نائمة على الأريكة وهي جالسة ،ففكر قليلاً ثم قال لها : انهضي أيتها الأميرة فالصباح اليوم جميلاً جداً .انزعجت الأميرة ونهضت وهي تصرخ عليه : ما هذا الإزعاج ألم تتعلم كيف تعامل الأخرين فقال لها صباح الخير يا حلوتي ،هيا أنا جائع وأريد تناول الإفطار معكِ .وعند جلوسهما على مائدة الإفطار ،وجد الضفدع أن الأميرة لم تتناول طعامها ،فحزن لحالها وقال لها اتبعيني لغرفتك أريد أن أحدثك .وفي غرفة الأميرة قال لها : يا أميرتي الحلوة أعلم أنكِ مللت من وجودي ،لهذا سأطلب منكِ طلباً أخير ،لو قمتي بهِ تركتك ورحلت .فقالت الأميرة وماهوا طلبك كي ترحل عني وتتركني بسلام .فقال لها : إن قمتي بتقبيلي سأرحل على الفور .

دهشت الأميرة من طلب الضفدع ،ولكنها فكرت قليلاً وقالت : لو قبلته لن أرى وجهه القبيح تانية .فوافقت الأميرة على تقبيل الضفدع حتى يرحل عنها .وعندما قبلته على جبينه ،قفز الضفدع من على الكرسي وقبل أن يلمس الضفدع الأرض تحول إلى فتى جميل جذّاب، يُشبه الأمراء بألبستهم وهيئتهم، دهشت الأميرة وتراجعت .فقال الفتى الجميل : لا تتعجبي أيتها الأميرة العزيزة، أنني ابن ملك عظيم، وقد حوّلتني ساحرة عجوز إلى ضفدع قبيح الشكل غضبا من أبي.وكان في خلاصي من هذا السّحر قبلة من فتاة جميلة على جبيني لأعود فوراً  إلى أصلي.و بعد أن حدّثها عن بلاده وقصته شكرها على إنقاذها وودّعها قائلاً يا حلوتي لا تغتري دائما فالغرور مصيبة و انصرف عائدا إلى مملكة أبيه.تحسرت الأميرة على غرورها وكبرها وقالت ربما في المرة القادمة سأجد أميراً أجمل منه ،لكنها شعرت بالحنين للضفدع بعد مرور الوقت .ومضت الأيام والأعوام وعاد الأمير لقصر الأميرة فوجدها مشتاقة له كثيراً وقد تغيرت كثيراً ولم تعد مغرورة مثل قبل وأصبحت طيبة تحب كل شيء في الحياة .تزوج الأمير من الأميرة وعاشا بثبات ونبات .

خترنا لك قصة رفض النصائح

قصة الأميرة والضفدع
قصة الأميرة والضفدع

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button