قصص اطفال

قصة الحطاب وسعلاة الجبل

كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان ، وفي بلد من البلدان كان هناك  حطّاب يذهب إلى الجبل كل يوم ، وكان قبل أن يدلف إليه ، يصلي لإله الأجداد .
وفي يوم من ذات الأيام ، وصل وحده كالعادة إلى أعماق الجبل ، وراح يقطع بفأسه الضخمة ما يشاء من الأشجار ، وعند غياب الشمس ، قرر أن يبيت في كوخ هناك أثناء الليل ، وعندما اشتد الظلام ، تناهى إلى أذنيه بكاء طفل صغير في الجوار .
وما إن راح يتساءل ويقول : من الغريب حقًا أن يكون هنا في أعماق الجبل طفل يبكي ، حتى وصلت إليه امرأة جميلة جدًا ، وفي الخرج على ظهرها طفل صغير ، فدخلت الكوخ ، فقال لها : ما الذي جاء بك إلى أعماق الجبل في منتصف هذا الليل .
أجابت المرأة : ضللت الطريق ، فانتابني الذعر والخوف ، وهذا الطفل يبكي من الجوع ، أليس لديك شئ من الطعام إذا سمحت ..
ولما سألها : ماذا يحب أن يأكل ؟
أجابت : هذا الطفل يحب أن يأكل تلك الفأس الكبيرة ، التي بحوزتك.
وبلمح البصر ، ومن دون أن يلاحظ ، تحولت المرأة الجميلة ، جدًا إلى سعلاة جبلية مخيفة ، فأسرع وقدم لها الفأس وهو يرتجف من الخوف. أمسك الطفل الصغير بالفأس وقرقشها بصوت مسموع ومع ذلك لم يتوقف عن البكاء .
قال الحطاب للسعلاة : ولكنه لم يتوقف عن البكاء!..
أجابت السعلاة : يريد أن يأكل فأسك الصغيرة أيضًا .. ذعر الحطاب ذعرًا لا يوصف ، وقدّم الفأس الصغيرة وهو يرتجف أكثر ، فقرقشها الطفل أيضًا بصوت مسموع .
قال الحطاب لنفسه : والدور القادم سيكون دوري .. صار يرتجف ويرتجف ويرتجف ويفرك راحتيه بعضهما ببعض ويصلي ، ويصلي وإذا برجل عجوز أشيب تماما يطل من جهة ما .
وما كاد الحطاب يشعر بأن جسمه يتحرك فجأة حتى أصبح في قريته ، بل وفي بيته من دون أن يفهم أو يعي، يقال أن من أنقذ الحطاب من التهام السعلاة له ، هو إله الأجداد الذي كان يصلي له دائما ، قبل الدخول إلى الجبل. .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button