قصص اطفال

قصة الحكيم والفأر الصغير

كان يا ما كان في قديم الزمان .كان هناك حكيم عجوز يعيش  في الغابة وقد اشتهر هذا الحكيم بمواعظه المفيدة ، وأقواله الحكيمة ، حيث كانت الحيوانات تجتمع حوله كل يوم ، للاستمتاع للقصص المفيدة والعبر القيمة ، التي كان يرويها لهم.
وفى نفس الغابة كان يعيش فأر صغير ،وكان هذا الفأر يحب الذهاب للحكيم كل يوم  ويحضر له الطعام ويجلس ليستمع لحكمته .وفى يوم من الأيام خرج الفأر الصغير في الغابة ، ليجمع ثمار التوت الطازجة ، ليقدمها طعاماً للحكيم ، فطارده قط كبير كان يترقبه من بين الأشجار الكثيفة ،وعندما  لمح الفأر القط الكبير يتربص له أسرع بالركض إلى منزل الحكيم .
وعند وصول الفأر لمنزل الحكيم ،روى على الحكيم القصة كلها وكان صوته يرتجف خوفاً ، وفى هذه الأثناء وصل القط إلى منزل الحكيم ، وطلب منه أن يسمح له بتناول فريسته ألا وهي الفأر الصغير ، فقام الحكيم بسحر الفأر الصغير ، وتحويله إلى قط أكبر في الحجم من القط الآخر ،كي يحمي نفسه، فخاف القط وركض هارباَ بعيداً عن الفأر الصغير .
شعر الفأر الصغير بفرحة وسعادة ، لأن جسمه أصبح كبيراً وخرج من منزل الحكيم ، ليتجول في الغابة ، وبدأ يصدر صوتاً عالياً ويخيف الحيوانات الأصغر حجماً ،  بل والتهم بعض القطط انتقاماً لما فعله القط في الصباح .
وفى اليوم التالي خرج الفأر ، ليجمع الطعام للحكيم وهو يشعر بالفخر من جسمه الكبير فرأى ذئبا يقترب منه ويحاول مطاردته ، فأسرع راكضاً نحو الحكيم ، ليخبره بالأمر. وعندما وصل الذئب إلى منزل الحكيم وطلب من الحكيم  السماح له بالتهام الفأر الصغير ،قام الحكيم بتحويل الفأر الصغير إلى ذئب أكبر حجماً . خاف الذئب عند رؤيته وأسرع هارباً بعيداً عن منزل الحكيم . فرح الفأر لكونه أصبح أمكر حيوانات الغابة ، وخرج يتفاخر بنفسه ويخيف الحيوانات ، ويصيح عالياً ويلتهم الحيوانات الأصغر حجماً .
علم النمر بشأن الفأر الصغير ،  فقرر أن يكون فريسته ويخلص الحيوانات من بطشه ، فخرج النمر من عرينه ، وأسرع في مطاردة الفأر الصغير فخاف الفأر الصغير ، وركض نحو منزل الحكيم .
تبعه النمر فما أن وصل الفأر الصغير ، حتى قص على الحكيم مطاردة النمر له ، ووصل النمر إلى منزل الحكيم ، وطلب من الحكيم أن يسمح له بتناول الفأر الصغير ، فنظر الحكيم في شفقة إلى الفأر الصغير ، وقد اعتاد الحكيم أن يكون منقذاً للفأر الصغير ، فقام بتسخير قوته الروحانية وحول الفأر الصغير إلى أسد كبير .
خاف النمر من جسم الأسد وأسرع في الركض للخارج . شعر الفأر بشعور لا يوصف فقط تحول الآن إلى أعظم حيوانات الغابة ، وأصبح الفأر الصغير أسد كبير بل ويستطيع أن يكون ملك الغابة ويصدر الأوامر ليلاً ونهاراً وعلى الجميع فقط طاعته وخدمته .
مشى الفأر الصغير في الغابة يزمجر بين الحيوانات ، وتسجد له الحيوانات احتراماً وتقديراً له فقد أصبح ملك الغابة، وشعر الفأر أنه أمتلك الدنيا وما فيها ، وأنه أصبح أقوى من الجميع ، ويستطيع أن يفعل ما يريد  في أي وقت ولا يوجد من يزعجه مرة أخرى أو يخيفه .
ولكن ظل هناك شيئاً واحداً يخيف الفأر الصغير ، رغم أنه أصبح من أقوى حيوانات الغابة ، فقد كان الحكيم هو الشيء الوحيد ، الذي يخيف الفأر الآن لأنه بإمكان الحكيم أن يغضب منه في أي وقت ، ويعيده إلى طبيعته وجسمه الصغير فيعود إلى كونه فأرا صغيرا .
فقرر الفأر أن يذهب ويقتل الحكيم ، علم الحكيم بشأن الفأر الذي يريد أن يقتله ، فغضب وحزن بشدة ، وما أن وصل الفأر الصغير إلى منزل الحكيم ، حتى قام الحكيم بسحب القوة الروحانية منه ، فعاد الفأر إلى حجمه الصغير مرة أخرى ، وطاردته الحيوانات والتهمته .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button