قصة الديك الذي لا يصيح
يمتلك المزارع هاربول مزرعة كبيرة لزراعة المحاصيل المختلفة ولكن نظراً لجفاف فصل الصيف في هذا العام ، لم يستطيع العم هاربول من زراعة محاصيل الصيف لسوء الطقس والذي لن يساعد على نمو البذور بشكل جيد ، فلن يحصد محصولاً جيداً لهذا العام .
بدأ المزارع هاربول يفكر في فكرة بديلة لزراعة المحاصيل لهذا الموسم ، حتى يستطيع أن يربح ويحصل على المال الكافي له ولأسرته ، وبعد تفكير عميق قرر المزارع هاربول في مشروع تربية الدواجن .
وبالرغم من أن المزارع هاربول لا يمتلك أي خبرة في تربية الدواجن ، لكنه فكر في بيع بيض الدواجن الذي سيحصل عليه كل يوم ومنه لكي يكسب المال للعيش. ذهب العم هاربول إلى حقل العم ماك هنري ، وهو تاجر للدواجن وقام بشراء اثنتي عشر دجاجة وديكاً ، وعاد العم هاربول إلى المنزل وبنى بيتاً خشبياً صغيراً في المزرعة ووضع بداخله الدجاج والديك .
في فجر اليوم التالي ، سمع العم هاربول صوت بقرة تصيح ” مووووو موووووو ” ، ظن العم هاربول أنه يحلم لأنه ليس لديه بقرة في المزرعة ، فعاد إلى نومه ولكنه سمع صوت صياح البقرة مرة أخرى ” موووو موووو ” ، استيقظ العم هاربول وزوجته وإبنته بسبب الصوت العالي الذي تصدره البقرة .
أسرع العم هاربول إلى الخارج ، ليرى ما هو مصدر الصوت فيلتفت هنا وهناك ولكنه لم يجد البقرة ، فأخبرته زوجته أنها ربما تكون بقرة ضاله من صاحبها ووجدته .وبينما كان يتحدث العم هاربول مع زوجته ، سمع الصوت مرة أخرى فألتفت خلفه فوجد الديك الذي قام بشرائه واقفاً أعلى البيت الخشبي ويصيح ” مووو موو ”.
إندهش العم هاربول واقترب من الديك وقال له : هل أنت الذي تصدر صوت البقرة ؟ هز الديك رأسه وقال : نعم .فسأله العم هاربول : ولكن الديك لا يصيح ، موووووو مووووو فصوت الديك كوكوووو كوووكوووو ، فرد الديك: أعلم هذا .
فقال العم هاربول : إذن لماذا تصدر صوت البقرة المزعج وتوقظ الجيران ؟ رد الديك وهو حزين : لأنني أفتقد صديقتي البقرة ، التي كانت معي في مزرعة العم ماك هنري ، وقد وعدتها بأنني سأظل أصيح بصوتها ، طالما بعدت عنها .فقال العم هاربول : ولكن الآن أنت ملكاً لي ، وقمت بشرائك من مزرعة العم ماك هنري لتعيش في مزرعتنا ، فلا يمكنك العودة مرة أخرى .
إنصرف العم هاربول من المزرعة وحذر الديك من الصياح بصوت البقرة المزعج مرة أخرى ، وفى فجر اليوم التالي صاح الديك بصوت أعلى ” مووووو موووووو موووووو ” ، فاستيقظت جيران العم هاربول منزعجة من الصوت ، وأخبرت العم هاربول أن يجد حلاً لهذا الديك ، لأنه يزعج الكبار والصغار أثناء النوم .
إجتمع العم هاربول بزوجته وإبنته ، للتفكير في حل لتلك المشكلة التي أصبحت مصدر إزعاج لكل الجيران . فاقترحت زوجة العم هاربول بيع الديك والتخلص منه وشراء ديك آخر .
فأخذ العم هاربول الديك وذهب به إلى مزرعة العم ماك هنري ، لكنه رفض استرجاع الديك فعاد العم هاربول إلى منزله يائساً ، وأخبر زوجته أن العم ماك هنري رفض استرجاع الديك بعد بيعه .
فاجتمع مرة أخرى العم هاربول بأسرته ، للتفكير في حل أخر فاقترحت إبنته بأن يأخذ الديك إلى السوق ويبيعه هناك ، فأخذ العم هاربول الديك وذهب إلى السوق ، ليبيعه هناك لكنه وجد قصة صياح الديك قد ذاع أمرها في البلدة فلم يوافق أحد على شراء الديك المزعج .
فعاد العم هاربول مرة أخرى إلى منزله حزيناً ، وبدأ يفكر في حل ثالث للتخلص من هذا الديك المزعج خاصة بعد رفض العم ماك هنري استرجاعه وبعد أن عرضه للبيع ولم يجد له مشترياً .
وحاول العم هاربول التحدث مع الديك ، ليمنعه من الصياح بصوت البقرة مرة أخرى ، ولكن دون فائدة ، فكان في كل فجر يصيح الديك ” مووووموووو بصوت أعلى” ، تعبيراً عن افتقاده لصديقته البقرة ، التي كان يعيش معها من قبل في مزرعة العم ماك هنري .
وأخيراً وبعد أيام من التفكير العميق وجد العم هاربول حلا رائعا لتلك المشكلة ، فقد قرر شراء البقرة من العم ماك هنري ، ثم يذهب لبيع البقرة والديك معاً إلى حديقة الحيوانات الأليفة ، لتبقى مزاراً مضحكاً للأطفال .
فأسرع العم هنري في اليوم التالي ، إلى حديقة الحيوانات الأليفة ، وأخبرهم بقصة الديك الذي يصيح بصوت البقرة فأحبت إدارة الحديقة الفكرة ، لأنها ستكون مصدر دخل جيد لهم ، خاصة بعد انتشار قصة صياح الديك .
ففي اليوم التالي ذهب العم هاربول إلى مزرعة ماك هنري ، وقام بشراء البقرة ووضعها مع الديك ، في حديقة الحيوانات الأليفة والتي جلبت الكثير من الزوار ، إلى حديقة الحيوان لرؤية قصه الديك الذي لا يصيح .
وعاد العم هاربول سعيداً إلى منزله ، لأنه وجد الحل المناسب للديك المزعج .