قصص اطفال

قصة الزوجة الجميلة والزوج القبيح

يحكى في قديم الزمان عن سيدة تدعى ليلى ،كانت ليلى مثل البدر في ليلة التمام ،ليلى كانت ذات قدر عال من الحسن و الجمال أما زوجها فلم يرزقه الله بجمال الملامح ولكن رزقه الله بجمال القلب والروح فكان يحبها أكثر من نفسه ،وكان زوج ليلى يكبرها في السن …وبالرغم من أن والديه كانا يعاملانه بقسوة في طفولته ،إلا أنه تميز برقة القلب ،فكان يلبي لزوجته كل ما تتمناه حتى أنه كان بعد أن يعود من عمله يساعدها في أعمال البيت حتى لو كان متعبًا وكان يخشى أن يغضبها أو يجعلها حزينة مهما كانت حالته ،ولكن ليلى لم تكن تحبه منذ تزوجته ،وظلت تتعامل معه بجفاء منذ اليوم الأول ،كانت تريد أن تكون زوجة رجل جميل ..
وفي أحد الأيام نشب شجار بسيط بينهما كما يحدث بين معظم الأزواج ،فكشفت له ليلى عما بداخلها وقالت له أنها تكرهه جدا لأن شكله قبيح ،وقالت أنها لم تستطع تحمل العيش معه أكثر من ذلك ،تقولليلى أنه في تلك اللحظة بكى ونزلت دموعه وقال لها أنه لم يكن يريد منها سوى الحب الذي حرم منه منذ الطفولة بسبب قسوة والديه وأنه يحبها كثيرا ويحترمها.
فتقول ليلى أنها شعرت بالندم عندما رأت دموعه ،وقالت له أنها كانت تقول هذا الكلام بسبب غضبها وأنها لم تكن تعنيه. لكنه في تلك اللحظة قد بدأ يتغير من داخله ،وعلى الرغم من أنهما تصالحا ،إلا أن ليلى ظلت تعامله بنفور وتعامله بتلك الطريقة حتى جاء يوم وأخبرها أنه ينوي الزواج من زوجة أخرى وأنه لن يقصر معها في أي حق من حقوقها.
كانت المفاجأة كبيرة بالنسبة لها فهي كانت تعتقد أنه لن يستطيع الاستغناء عنها وعن جمالها ،وعندئذ تذكرت كل ما فعلته معه وكيف كانت تجرحه بمعاملتها وكيف أنه لم يقصر معها بينما هي لم تمنحه أي شيء حتى يصبح سعيد ،وتمنت لو تعود خمسة سنوات للوراء لتبدأ من جديد.
ولكن كان الأوان قد فات ،فقد تزوج بالفعل وكان يعطيها كل ما تطلب من أموال وملابس وسفر ،ولكنه كان يقضي معظم الوقت عند زوجته الثانية التي شعر معها بالسعادة وخاصة بعد أن أصبحت حاملًا.
أما ليلى فقد تمنت لو أنه يعاملها مثلما كان يعاملها في السابق فسألته لماذا أصبح يكرهها ،ولكنه قال لها أنه لا يكرهها بل هي التي تكرهه ولا تريد أن تعيش معه لذلك تزوج بأخرى حتى تعطيه الحب الذي كان يتمناه طوال حياته …فأصبح كل أملها أن يعود كما كان بالسابق لأنها في النهاية عرفت قيمته ولكن بعد فوات الأوان .
العبرة :
إن الإنسان دائمًا لا يعرف قيمة النعم التي من الله عليه بها إلا بعد أن بفقدها ..

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button