قصص اطفال

قصة السجين المظلوم

كان يا ما كان في قديم الزمان كان هناك  تاجر صغير يُدعى  كامل يعيش مع عائلته في أرض فلاديمير ولقد عاش في أيامه الأولى حياته لأقصاها حتى تزوج وقام باختبار كل متع الحياة .
وفي أحد فصول الصيف خطط للذهاب إلى سوق نيزهنى الخيرية ،لكن زوجته حذَّرته متذرعة بأنها راودها حلمًا سيئًا عنه ،فقد حلمت أن زوجها عاد من البلدة شعره رماديًا ،وعندما سمع ذلك ضحك كامل بدون اكتراث ، وذهب للمعرض على أي حال .
وعندما ذهب قابل تاجرًا في منتصف طريق سفره قضى معه الليل يشربون الشاى سويًا ،وتشاركا غرفتين متجاورتين في الحانة ،ثم قرر كامل أن يستيقظ ويكمل رحلته ؛لكونه غير معتاد على النوم لساعات طويلة .
وأثناء رحلته أوقفه جنديان في عربة  ،وبدأ كل منهما  يطرحان عليه أسئلة إذ أن التاجر الذي قابله فى منتصف الطريق قد وُجِد ميتًا وبما أن كل الأدلة أدانت كامل ؛فقد أُدخِل السجن ،وعندما علمت زوجته بمصير كامل تذكرت حلمها السيئ ،وقلقت حتى أنها اعتقدت أن زوجها قد يكون مذنبًا بالفعل ،مما جعل كامل أكثر حزنًا من ذي قبل .
أمضى كامل ستة وعشرون عامًا في السجن مما جعله رجلًا مستقيمًا ويخاف الله  ،وعلى الرغم من أن عائلته قد نسيته تمامًا ،فإن السجناء الآخرون يعتبرونه واحدًا منهم ،كما أنه كان معروفًا بصدقه ويحترمه الجميع ،حتى أتى سجين آخر يدعى مَاكر.
وبعدما عرف كلًا منهما الآخر لأشهر ،اكتشف كامل أن ماكر هو قاتل التاجر الذي اًتًّهِم هو بقتله ،اشتط غضبًا مما اكتشفه لكنه لم ينبس ببنت شفه ،وفي ليلة من الليالي سمع كامل صوت تدحرج بعض الثرَى تحت مكان نوم السجناء ؛فخرج فرأى ماكر الذي أمره ألا يقول شيئًا عما رآه وإلا قتله .
وعندما تم اقتياد السجناء للعمل لاحظ جندي سجينًا يزيل بعض الطين عن حذائه ،فأيقن أن أحد السجناء يحاول الهرب فبحث الجندي عن أي خطط للفرار فرأى النفق ،ومن ثم سألوا كل السجناء عنه لكنهم أنكروا جميعًا ؛لأنهم يعلمون أنهم سيُقتلون كما حذرهم ماكر .
وفي النهاية  سأل حاكم السجن  كامل ؛لأنه يعلم أنه رجل صادق ،لكن كامل قال أنه ليس من حقه أن يقول ،ولا يستطيع أن يفصح عن اسم الفاعل وذلك ليس بإرادته بل بإرادة الله .
انقضت الليلة ،وذهب ماكر إلى كامل وشكره ثم اعتذر له ،عما فعله منذ سنين فتسبب في معاناة كامل ، فانتحب الاثنان وأخبره كامل أن الله سيسامحه ،فقال ماكر أنه سيعترف للحاكم حتى يتم إعادة كامل لبيته مرة أخرى حرًا ،لكن كامل لم يكن يريد الخروج من السجن ،إذ أنه لا يملك لا عائلة ،ولا بيت يؤويه ،وعندما كان ماكر قد اعترف بما أجرم ،وصدر الأمر بتبرئة كامل وإطلاق سراحه ،كان قد مات بالفعل.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button