قصة الغشاش و البائع الفقير
يحكى أنه في أحد القرى الصغيرة كان هناك رجل فقير يعيش هو و زوجته في بيتهما القديم ،و كان الزوجين يعيشان على أعمال بسيطة تدخل عليهما القليل من المال ،حيث كانت زوجته تصنع الزبدة و هو يقطع مسافات طويلة ليبيعها في المدينة لأحد البقالين.
و لقد كانت زوجة هذا الرجل عند إعدادها لهذه الزبدة ،تقوم بتحضيرها على شكل كرة و وزنها كيلو بضبط ،أما الزوج كان عندما يأخذها للمدينة ليبيعها لصاحب دكان البقالة ، يشتري بثمنها حاجات البيت.
مرت الأيام و الرجل على هذا الوضع مدة طويلة ،و في أحد الأيام شك صاحب الدكان بوزن كرة الزبدة التي يبيعها له الرجل الفقير حيث شك في وزنها ،وأحس كأن وزن كرة الزبدة أقل مما يقول له الرجل الفقير الذي باعها له !
و بدون تأخر ذهب صاحب الدكان و وزن كل كرة من كرات الزبدة فوجدها 900 جرام فقط وليس كيلو كما يظن ! فغضب غضبا من الرجل الفقير الذي يغشه و يبيع له الزبدة ناقصة و انتظر يوم قدومه.
وجاء الرجل الفقير كعادته ،وعندما حضر قابله صاحب المحل بغضب !و قال له : لن أشتري منك مرة أخرى يا غشاش ،تبيعني الزبدة على أنها كيلو و لكنها أقل من الكيلو بمائة جرام ؟
تفاجأ الرجل الفقير من الكلام الذي سمعه ،فحزن كثيرا و نكس رأسه ،ثم قال : نحن يا سيدي لا نملك ميزان و الغش ليس من صفاتنا ،و لكني كنت اشتريت منك كيلو من السكر منذ مدة ،ومند ذلك اليوم جعلته لي مثقالا كي أزن به الزبدة التي تشتري مني.
العبــــرة :
تيقن تماماً أيها الانسان أن * مكيالك يُكال لكَ به * لذا أحسنوا مِكيالكم و أعمالكم فهي ستُرد لكم مهما طال الزمن. قال رسول الله عليه الصلاة و السلام : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. متفق عليه ،واللفظ لمسلم. ومنها الغش في البيوع و المعاملات ،ومنها الغش في النصيحة ،والغش في الصناعة.