قصة المثل أبو البنات يبات متعشي
كان يروى عن صديقان مقربان ، تزوجا من سيدتان فاضلتان في نفس اليوم ،كان عيسى وفهد صديقان منذ زمن طويل وأصبح الصديقان بعد الزواج يتجاوران في السكن .ومرت الأيام وعلم عيسى بحمل زوجته وبعد 9 أشهر انجبت زوجته صبياً ، فأسرع ليخبر صديقه فهد بأن الله رزقه صبياً ،وعلم عيسى أن فهد رزقه الله فتاة جميلة .
وفى العام التالي علم عيسى بحمل زوجته ،وبعد 9 أشهر انجبت زوجته مرة أخرى صبياً جميلاً ، فأسرع ليزف ذلك الخبر إلى صديقه فهد ،بأن الله رزقه صبياً للمرة الثانية ، وعلم عيسى أن فهد رزقه الله فتاة جميلة أيضًا .
لكن كان فهد يظن أن إنجاب الأولاد أفضل من إنجاب البنات ، فأخبر عيسى وقال له : هل تعلم أن الزوجة التي تنجب أولاداً يصبح مهرها حلالاً ؟
فأصبحت كمن لم يدفع مهراً عند الزواج ،لكن فهد كان لا يهتم بتلك الخرافات ،وكان يؤمن بأن الأطفال نعمة من عند الله ،والأهم أن تكون صحة الأم والطفل بخير ،وليس المهم نوع الطفل إن كان ذكر أو أنثي .
وغادر عيسى صديقه فهد ، وبعد عام أخر علم عيسى بحمل زوجته ،وبعد 9 أشهر أنجبت زوجته صبياً جميلاً ، فأسرع لصديقة فهد ليخبره بأن الله رزقه ولداً ثالثًا ،وعلم عيسى أن فهد رزقه الله فتاة جميلة .
فقال عيسى لصديقه فهد ،لقد رزقني الله ثلاثة أولاد مثل ركائز الموقد ،فتتزن عليها قدر طعامي لكن البنات لا تكون لوالديها مثل ركائز الموقد .
افترق الصديقان وعاش كل منهما في مدينة ،ومرت الأيام والسنوات وكبر الأطفال وأصبحوا شبابا وبنات .
وفي ذات يوم قرر زيارة صديقة عيسى ،وعندما ذهب لزيارته وجده مريضاً ونحيلاً وملابسه غير نظيفة ومنزله يتسم بالفوضى ،فسأله فهد عن حالته وما حدث له .
فقال له عيسي : لقد تزوج أولادي الثلاث وتركوني ، ولا يوجد أحد لخدمتي أنا وزوجتي فقد كبرنا في السن ،ولا نستطيع أن نعد الطعام أو نرتب المنزل ، ونظل جائعين حتى يشفق علينا أهل البر الإحسان .
فضحك فهد وقال له : يا صديقي عيسى ،أبو البنات ينام متعشي وأبو الأولاد ينام على جوع ، فبناتي الثلاثة يخدمونني طوال اليوم ،ويحضرون الطعام لي ولزوجتي ويساعدوننا في ترتيب المنزل .
فأصبح المثل يضرب في هذه المواقف دائمًا .مازال العديد من الأشخاص ،حتى وقتنا الحاضر يفتخرون بإنجاب الأولاد عن البنات رغم أن كلا من البنات والأولاد رزق من عند الخلاق ..