قصة المثل جنت على نفسها براقش

يروى في قديم الزمان عن صبي كان يملك كلبة لطيفة ووديعة تسمى براقش ،وكانت الكلبة براقش لا تنبح أبداً ،مما أغضب والدة الصبي من تدليله لكلبة لا فائدة ترجى منها ،ولن تفيدهم إن أتى لصوص إلى البيت أو أعداء ،خاصة أنهم سرقوا مرة من اللصوص ،ولكن الصبي كان متمسكاً بها ،لأنه كان يحبها و كانت كلبة مسلية ولطيفة ومخلصة .ولكن والدة الصبي أخبرته أنه إما أن تنبح هذه الكلبة حتى تخيف كل من يقترب من البيت ،أو تطردها من البيت وتحضر كلباً آخر بدلاً منها.قرر الصبي أن يأخذ الكلبة إلى رجل يعرفه في البادية ،ليدرب كلبته براقش على النباح ،فلن يستطيع بذلك اللصوص الاقتراب من منزلهم مرة أخرى .
أخذ الصبي الكلبة إلى رجل في البادية ،فأخبره الرجل أن الكلبة ،تحتاج أسبوعا من التدريب حتى تتمكن من النباح ،ترك كلبته براقش عند رجل البادية ،حتى يدربها على النباح وعاد إلى بيته حزيناً ،ومكسور القلب لفراق كلبته براقش .
مضى أسبوع وعاد الصبي إلى رجل البادية ،وأخذ كلبته براقش وقد تعلمت النباح ،عادت براقش إلى البلدة وكانت تقوم بحراسة عدة بيوت من الغرباء والأعداء واللصوص .
واعتمد عليها أهل البلدة في حمايتهم ،بل واطمئنوا لوجودها فكانوا ينعمون بالنوم الهاديء ،وهم يعلمون أن الكلبة براقش ستكون مستيقظة لحمايتهم ،وأحب كل أهل البلدة صغار وكبار الكلبة براقش .
وفي يوم من الأيام نام جميع أهل البلدة ،فتسلل إلى البلدة مجموعة من الأعداء حتى يدمروا البلدة ومن فيها ،فأخذت الكلبة براقش تنبح بصوتاً عالياً ،حتى تخبر أهل المدينة بهجوم الأعداء ،وظلت تنبح بصوتها العالي .
استيقظ أهل البلدة وهربوا إلى منطقة جبلية خلف البلدة ،واختبئوا في مغارات بداخل الجبال ،وقامت الكلبة براقش بملاحقتهم وأسرعت بالإختباء في أحد المغارات الجبلية أيضاً.
ودخل الأعداء البلدة واقتحموا بيوت البلدة ،ووجدوا القرية فارغة تماماً فتراجع الأعداء وابتعدوا عن البلدة ،وعندما رأت براقش تراجع الأعداء عن البلدة ،خرجت من المغارة ووقفت أعلى الجبل ،وبدأت تنبح بصوت عالي مرة أخرى ،لتخبر أهل البلدة بتراجع الأعداء عن البلدة.
سمع الأعداء صوت نباح الكلبة براقش ،فتتبعوا الصوت وصولاً إلى المغارات الجبلية ،وهاجموا المغارات فقضوا على أهل البلدة ،وقتلوهم بل وقتلوا الكلبة براقش أيضاً ،ومن هنا جاء مثل جنت على نفسها براقش.