قصة النمر قادم
يحكى أنه كان هناك ولدًا صغيرًا يعيش مع والده في قريته ويساعده في عمله بالرعي ، وكانا يملكان أبقارهما الخاصة ويخرجان لرعيها ولكنه كان ولد مؤذي لا يمر عليه يوم دون أن يفعل شيئًا مؤذيًا. وفي أحد الأيام ،جاء والد الولد لرؤيته وبدا متعجب من ابنه، فقال له: أخبرني ما بك؟
فقال له الولد: أنا أفكر ماذا سأفعل الآن .
فقال له الأب : حسنًا سوف أخبرك . أنا لست بخير اليوم، لما لا تأخذ الأبقار للرعي عند العشب المجاور للغابة .
فقال الولد لأبيه: بالطبع سوف أخذها،
فقال الأب: لكن عليك أن تنتبه وتراقبها جيدًا وإلا سيأكلها النمر المفترس ،
فقال الولد: سأراقبها يا أبي لا تقلق ،علي أن أنصرف الآن إنه وقت رعي الأغنام .وعلى الرغم من أنه كان مؤذيًا إلا أنه لم يرفض طلب لأبيه قط ، وطبقًا لتعليمات والده أخذ الولد الأبقار وأخذهم للرعي بالقرب من الغابة وكان ممسكًا بنبله وعصا خشبية وبعد قليل وصل بأبقاره إلى العشب المجاور للغابة ورأى شجرة كبيرة في المنتصف فتسلقها بحذر وجلس عليها .
وأخذ يقذف الأحجار على الأرض مستخدمًا نبلته ولكنه شعر بالملل بعد قليل وجاءت إليه فكرة ستجعله يشعر بالمرح وبدأ بالصراخ ، النمر النمر يأكل أبقاري النجدة فليساعدني أحد هيا أنقذوني فالنمر قادم. سمع الأهالي صراخ الولد فصدموا وشعروا بالخوف الشديد وذهب الجميع حتى يقومون بإنقاذه وجرى الجميع نحو الغابة ترك الجميع أعمالهم الهامة وأسرعوا لإنقاذ الولد .
وما أن وصلوا سألوا الولد عن النمر فضحك الولد وقال أي نمر هذا لا يوجد نمر فقالوا له لما صرخت إذا؟فقالوا اكتفينا من خداعك فمقالبك تسبب المشاكل ، وقالوا لن ينقذك أحد ثانية أبدًا ، لم يستطع الولد التوقف عن الضحك وعاد الأهالي إلى أعمالهم وهم في شدة الغضب ولكن الولد كان سعيدًا بفعلته ، ومر اليوم وعاد إلى المنزل ومعه الأبقار .
وفي اليوم التالي ذهب لكي يرعى أبقاره ثانية وقرر أن يمارس نفس خدعه الأمس ومرة أخرى سمع الأهالي صراخ الولد من الغابة ، وقلق من لم يعرف عن الخدعة السابقة وجروا جميعًا لإنقاذ الولد ومرة أخرى جرى الأهالي لإنقاذه معتقدين أنه صادق وما إن وصلوا إليه حتى وجدوه جالسًا فوق الشجرة يضحك وعندما رأى الأهالي ضحك الولد ازداد غضبهم وأصبحت تلك عادة الولد يأتي يوميًا إلى المرعى ويصرخ طلبًا للنجدة ففهم الأهالي خدعه الولد بعدما أسرعوا لنجدته كل يوم تاركين أعمالهم .
وفي يوم لم يصادفه الحظ فبعد أن أخذ أبقاره إلى المرعى جاء النمر وليس واحدًا بل كانوا عدة نمور فصرخ الولد ولكن لم يأتي أحد هذه المرة ولم يستمع أحدًا إلى صراخه وظل يصرخ طلبًا للنجدة واتفق الأهل بعدم الذهاب إليه واستمر في الصراخ ولكن لم يستمع إليه أحد هاجمت النمور الأبقار وأكلتها وجلس الولد بلا حيلة وأخذ يصرخ ويصرخ وبكى بشدة لأنه فقد جميع أبقاره ووصلت الأخبار لوالده فشعر بالقلق وجرى مسرعًا نحو الغابة وقال له ما الذي فعلته، هذه الأبقار هي كل ما كان لدينا والآن وقد ذهبت لم يعد لدينا شيء كيف سنعيش ونحصل على طعامنا .
لقد تغاضيت عن أفعالك السيئة دائمًا ولكن هذا كثير، ماذا سأفعل الآن؟
فقال له الولد: سامحني يا أبي، كان خطأ كبير، أنا أسف حقًا ولن أزعج أحد ثانية وهكذا دفع الولد ثمن أخطاءه وأفعاله .