قصة تجبير خاطئ
كان يا ما كان في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان ،كان هناك قاطع طريق يقف على جسر قرية من القرى ، ولذلك لا أحد كان يجرؤ على عبور ذلك الجسر بعد غروب الشمس .
وفي أحد الأيام كان هناك شاب قوي شجاع جرئ القلب ، قرر أن يعبر وحده في ليلة مقمرة ، وهو يعزف على الناي ،وعندما ذهب ليعبر الجسر تلك الليلة ،ظهر له قاطع الطرق وسأله مهددًا : أنت يا غلام ، أليس معك نقود ؟
رد الشاب الجرئ على قاطع الطريق ، بلا أدنى خوف ، قائلاً : بلى ، ماذا تريد ؟
فصاح به قاطع الطريق ، قائلا : إذًا ، هيا أعطني إياها وإلا أتيت على حياتك !!
لكن الشاب الشجاع ،رد عليه بأعصاب هادئة ، وقال : إذا كنت تطلب من الناس ما لديهم بهذه الطريقة ، فذلك يعني أنك لص !.
ثم حدج الشاب الجرئ اللص بنظرة قوية ، فاستشاط قاطع الطريق غضبًا ، واندفع بسيفه لفرم الشاب ، غير أن الشاب تفادى الضربة بسرعة ، وخفة ولطم معصم قاطع الطريق ، بنايه صارخًا به (إيااااااااااااااااااااك).
سقط السيف من يد قاطع الطرق ، والتقطه الشاب بسرعة واندفع لفرم قاطع الطرق ، لكن قاطع الطرق انحنى بعنقه إلى الوراء بخفة ، فقطع السيف قطعة من فكه وأسقطها ، فصاح قاطع الطريق : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ ….شئ لا يطاق !!
ولما أدار ظهره ليلوذ بالفرار ، انقض عليه الشاب الشجاع لفرمه ، فأصاب سيفه كعب قاطع الطريق المرفوعة وجزّ قطعة منها .
هرب قاطع الطريق ووصل أخيرا بصعوبة إلى بيت طبيب القرية ، وراح يطرق الباب بشدة حتى أيقظ الطبيب ، ولما تأكد أن الشاب لا يطارده ، عاد فجأة إلى التعجرف والتهديد ، مخاطبًا الطبيب ، قائلاً: إيه… أنت !! اذهب على الفور إلى الجسر وعد بقطعتي فكي وكعبي وجبرهما لي على الفور!!.
أرسل الطبيب أحد عمال بيته إلى الجسر بسرعة ، ليعود بقطعتي الفك والكعب ، وراح الطبيب يعمل على إعادتهما إلى مكانيهما ، لكنه وبسبب السرعة أخطأ فألصق قطعة الكعب مكان قطعة الفك ، وقطعة الفك مكان قطعة الكعب .
ولما حلّ الشتاء ، بعد فترة من الزمن ، صارت ذقن قاطع الطريق تتخبط من البرد ، وهكذا كان عقاب قاطع الطريق على شره وتحول شكله إلى مسخ مخيف ، وهنا انتهت الحكاية .