قصة جحا وبرميل العسل وبرميل القطران
يحكى أنه في يوماً من ذات الأيام أراد رجلا أن يستهزأ بجحا أمام جمع من الناس .فقال له : أما تدري يا جحا ماذا رأيت في حلمي الليلة الماضية .فأجاب جحا : لعلك رأيت خيراً .فقال الرجل : رأيت حلماً في غاية الغرابة :حيث كنت أنا وأنت في غابة نجمع الحطب ، ونحن في غفلة من أمرنا، إذا بذئب مفترس هائج يتربص بنا ويحاول الانقضاض علينا، فلمحته قبل أن يفترسنا بين أنيابه .فقال جحا : وماذا فعلت يا رجل ؟قال الرجل : فخطرت ببالي فكرة ذكية لأنجي نفسي وأنجيك من الهلاك .فقال جحا : وما هي فكرتك الذكية ؟
فقال الرجل : كان أمامنا برميلان فطلبت منك أن تختبئ في أحدها وأنا اختبأت في الآخر ،حتى يئس الذئب من البحث عنا وانصرف إلى حال سبيله ،وعندها خرجنا سالمين غانمين .فقال جحا : كيف خرجنا غانمين من البرميلين ؟
فتعالت ضحكات الرجل وملأ المكان بضحكاته الصارخة والساخرة .وقال لجحا : عندما أخرجت قدمي من البرميل أدركت أنني كنت في برميل كان مملوء بالعسل ،وقد غمرني العسل إلى ذقني ،ثم نظرت إليك يا جحا فإذا بلحيتك تقطر قطرانا ،وما إن رأيتك على تلك الحال حتى انتابتني نوبة من الضحك كانت ستزهق روحي ،وعندها استيقظت من نومي وفي فمي مذاق العسل .فقل جحا : ولكنك يا صاحبي قد صحوت من نومك قبل نهاية الحلم !!فسأله الرجل وما أدراك أنت يا جحا ؟فقال جحا : إنه أمر عجيب، أولم تقل أننا كنا معا في الغابة وقد تربص بنا الذئب الهائج ؟فقال الرجل ولكن ذلك حلم رأيته وحدي ما شأنك أنت ؟
فضحك جحا وقال : ويحك يا رجل هل الحلم حكر عليك لوحدك هل امتلكت مفاتيحه دون علمنا ؟فقال الرجل : تريد أن تخبرني بأنك حلمت أيضا بنفس الحلم ؟فأخبرني إذن كيف كانت نهايته يا جحا ؟
قال جحا :عندما خرج كل واحد منا من البرميل الذي احتمى فيه من بطش الذئب ارتأينا أن ننظف ثيابنا قبل العودة إلى ديارنا ،واتفقنا على أن ينظف كل منا ثياب الآخر .وما أن نظرت إلى العسل يقطر من ثيابك حتى اشتهيته لنفسي وأخذت ألعقه بلساني ،فما كان منك إلا أنك غرقت في القطران الذي يقطر من ثيابي .فبقينا على ذلك الحال حتى بزغ الفجر ،فاستيقظت من نومي وفي فمي قطرات العسل وأنت استيقظت من نومك وفي فمك قطرات القطران