قصة جسر المحبة
يروى في قديم الزمان عن أخوين كانا متحابين كثيرا ،توفيا والديهما منذ الصغر فقاما برعاية نفسيهما وأحبا بعضهما كثيرا ،كبرا الأخوان اللذان يعيشان في توافق تام في مزرعتهما ،فتراهما يزرعان معا ويحصدان معا كل شيء مشترك بينهما.حتى جاء يوم شب خلاف بينهما ،بدأ بسوء تفاهم ولكن رويدا رويدا اتسعت الفجوة ،واحتد النقاش بأصوات عالية وصراخ ،ثم أتبعه صمت أليم استمر عدة أسابيع حتى اتسعت الفجوة بينهما وانقطعت الصلة بين الأخوين اللذان كانا لا يفترقان ابدا…وذات يوم طرق شخصا ما على باب الأخ الأكبر كان عاملا ماهرا يبحث عن عمل
فكر الأخ الأكبر قليلا ثم قال له نعم ،لدي عمل لك فأنت جئت في الوقت المناسب ،هل ترى الجانب الآخر من النهر ،هناك يقطن أخي الأصغر لقد أساء إلي وأهانني وانقطعت كل صلة بيني وبينه ،سأريه أنني قادر على الانتقام.
هل ترى قطع الحجارة التي بجوار البيت؟أريدك أن تبني بها سورا عاليا لأنني لا أرغب في رؤيته ثانية.
أجابه العامل : أعتقد أني فهمت الوضع ! أعطى الأخ الأكبر للعامل كل المواد اللازمة للعمل ،وقال له أريد عند عودتي من سفري أن أرى السور ولا أريد أن أرى أخي …
ثم سافر تاركا اياه أسبوعا كاملا وعند عودته من المدينة كان العامل قد أنهى البناء ،ولكن يا لها من مفاجئة ! فبدلا من إنشاء سور بنى العامل جسرا يجمع بين طرفي النهر …
في تلك اللحظة خرج الأخ الأصغر من بيته وركض صوب أخيه قائلا : يا لك من أخ رائع ،تبني جسرا بيننا برغم كل ما بدر مني من اساءة لك !إنني حقا فخور بك يا أخي وسعيد بعودة الصلة بيننا وأتمنى أن تسامحني على ما بدر مني فأنا أخطأت في حقك كثيرا وندمت كثيرا بعد رؤيتي لما فعلته.
وبينما الأخوان كانا يحتفلان بالصلح أخذ العامل يجمع أدواته استعدادا للرحيل ،قال له الأخوان بصوت واحد : -لا تذهب ! انتظر ! يوجد هنا عمل لك فالمزرعة كبيرة وبحاجة لعامل.
لكنه أجابهما ،كنت أود البقاء معكما لكن يجب بناء جسور أخرى ،تربط بين الأحبة والأخوة …
أحبائي كونوا بناة للجسور بين الناس لا تبنوا أبدا جدارا للتفريق ،كونوا ممن يوحدون و يؤلفون بين الناس.