قصة حلم الطبيب الصغير
حلمت أني طبيب، أرتدي المعطف الأبيض الجميل وأتمشى في أروقة المستشفى متنقلاً بين أسرة المرضى وعلى شفتاي ترتسم ابتسامة أمل تزرع في قلوب المرضى الراغبين في الشفاء .فما أجمل أن أكون طبيباً ،من أذني تتدلى سماعة طبية على صدر طفل مريض، وأسمع دقات قلبه باهتمام ثم أرسم على وجهي ابتسامة صافية وأنا أقول : لا تقلق، ستكون بخير يا صغيري الجميل .
وفي اهتمام أكتب لأمه العلاج الذي يحتاج إليه صغيرها وتظل أمه تدعو لي حتى خروجها من باب المستشفى .حقاً ما أجمل أن أكون طبيباً يداوي الناس ويمحو آلامهم، أرى نفسي مسترخياً في الصيف على الرمال أمام أمواج البحر المتلاطمة، فجأة تتعالى الصيحات ويظهر ذلك الرجل محتضناً طفله الصغير هاتفاً بأعلى صوته : نريد طبيباً ابني يموت.
أنهض من استرخائي بسرعة البرق مسرعاً للطفل وأشرع في اسعافه والناس تلتف من حولي، و العيون تراقبني والقلوب تدعو لي أن أنجح في مهمتي العسيرة، يبدو أن الطفل أثناء السباحة ابتلع الكثير من الماء وفقد الوعي .
اجتهد في افراغ رئتيه من الماء بضغطات سريعة على ظهره، فجأة يعتدل الطفل متأملاً وجهي بينما المصطافون يصفقون لي بحرارة .وأنا جالساً في داري أقرأ كتابا جديدا فجأة ترتفع طرقات على باب داري، أسرع لأرى من الطارق، فأجد جارنا يتحدث إلي متوسلاً أن أذهب للكشف على طفله الصغير الذي لا يكف عن السعال طيلة الليل .
أرسم ابتسامة هادئة على شفتاي وأسرع محضراً حقيبتي الطبية وأذهب معه وما أن أجري الكشف الطبي على الطفل حتى اطمئن والده وأكتب له العلاج .لم أغادر المكان بل ظللت بجوار الصغير حتى تناول الدواء وذهب السعال، حينها فقط عدت لداري .
أنا طبيب ،راحتي الحقيقية حين أذهب في قافلة طبية لمدينة فقيرة كي أعالج أبناء هذه المدينة، ونخرج أنا وزملائي الأطباء وكلنا نشاط فلا نشعر بتعب أو ملل، نعمل طيلة النهار حتى نعيد البسمة ونمحو الألم عن كل مريض، وتكفينا بعض الدعوات الصادقة من شفاه هؤلاء المرضى .
هذا حلمي فأنا لم أتجاوز التانية عشر من عمري ،ولكني أحلم بكل هذا في مستقبلي ،أحلم أن أكون طبيب .