قصة حلم لينا
في يوم من ذات الأيام، كانت هناك طفلة جميلة اسمها لينا. وقد اشترت والدة لينا لها علبة ألوان وأوراقًا بيضاء لترسم عليها ما تشاء ، من لوحات جميلة ، فلينا طفلة جميلة وموهوبة في فن الرسم ، فرحت لينا فرحًا شديدًا ، بهدية ماما .
وفي مساء كل يوم ، كانت لينا ترسم رسمة قبل أن تذهب للنوم وتستخدم الأقلام الملونة ، والصفحات البيضاء ، التي اشترتها لها والدتها ، ثم تعلق لينا الرسومات واللوحات على الحائط في غرفتها .
وفي الصباح بعد أن تستيقظ من نومها ، تقف أمام رسمتها ، فتجدها أجمل وأحلى من قبل ، ثم تختار لها مكانا مناسبًا لتضعها فيه ، تتناول لينا فطورها ، ثم تلبس ملابسها وتنتعل حذائها وتحمل حقيبتها ثم تذهب إلى البستان مع أمها سيرا على القدام وهي تحدثها عن رسمتها .
وفي مساء أحد الأيام ، دخلت لينا كعادتها إلى غرفتها ، بعد أن قبّلت أمها وأبيها ، لترحب بعلبة الألوان والصفحات البيضاء التي تحبهما ، جلست على سريرها وكانت متعبة جدًا ، وأخذت تفكر في أفكار جديدة لرسمها ، ورسمت أشجار ومياه وبحر وعصافير ورسمت الكرة الأرضية .
يا للعجب ! تحول كل شيء جميل رسمته إلى أشكال مخيفة ! أخذت تلاحقها وتركض بأقصى سرعتها وراءها ثم شعرت بالخوف ، ما هذه الأشياء ؟ وما هذه القمامة ، كل شيء يملأ المكان ، براميل ، قناني علب كرتون ، كؤوس بلاستيكية ، كراسي وطاولات مكسورة الأرجل والظهر ، فرشاة كبيرة وضخمة ، صحون ، علب بألوان وأحجام مختلفة ، وأشياء أخرى .
كانت هذه المخلوقات بشعة المنظر ، تطير في كل مكان ، تركض وراء لينا ، تحلق فوقها ، تتساقط قرب قدميها ، تمر من أمامها بسرعة وتتناثر في كل جانب ، أخذت لينا تهرب وتهرب وقلبها يخفق بسرعة ، وعقلها يطير في الظلام والمخلوقات تركض وتركض .
فجأة تذكرت لينا ، قلمها السحري ، ثم توقفت وقالت : بقلمي هذا أستطيع تغير هذه المخلوقات ، نعم أنا قوية وبكلتا اليدين أستطيع تغيير العالم من حولي ، اقترب منها أكبر المخلوقات ، وكان بيتًا محطمًا وبشعًا ، فحولته بقلمها السحري ، إلى بيت جميل ، تبّسم البيت الجميل في وجهها ، لأنه عرف أنها جعلته أجمل البيوت فشكرها .
توقفت القناني وصناديق الكرتون ، عن الجري خلف لينا ، وبدأت لينا بتغييرهم واحد واحد إلى الأحسن ، حولت تعابير القناني والصناديق إلى حديقة جميلة ، ويا للدهشة !! أصبح للبيت حديقة ، فيها ورود وأشجار وأنهار .
قالت لينا في فرحة : بقلمي هذا تحولت كل النفايات إلى مخلوقات جميلة ، وكائنات حية ، تمكنت من إعادة استعمالها وتدويرها ، لو تركنا هذه المخلفات ، فستظل تتكوم وتتراكم ، في كرتنا الأرضية ، وأنا الآن حولتها ، أنا الآن غيرتها ، ، ثم قامت لينا ولونت بقلمها السحري جدران البيت والحديقة … ويا لهذه الألوان التي زينت بها جدران البيت والحديقة ، ما أجملها وما أروعها !! أنا الآن سعيدة .
فكرت لينا وقالت : سأضيف للبيت والحديقة نهرًا ، وحوله أزهار جميلة ، وللنهر مسار يسقي من جانبيه الأشجار ، والورود والأزهار وأعشابي الطبية والمرمرية ، والنعنع والحبق والعنبر ، وحصى البان وكل أنواع الخضار ، استمرت لينا في تغيير جنيع المخلوقات والنفايات التي تصادفها حتى تصادف البرميل فحولته إلى بئر ماء ، نعم : سأحتفظ بهذا البئر لأيام الصيف الحارة ، وأشرب من مائها وأروي حديقتي ، ، ثم قالت : وداعًا أيتها المخلفات ، سأصنع من عبوات الحليب ، والطاولات والفراشات كائنات وحيوانات .
نعم سيصبح لدي مزرعة ، وفيها كل حيواناتي المفضلة ، الطبيعة دائمًا جميلة ، ورحلتي مع قلمي كانت ساحرة ، وفجأة سمعت لينا أمها تنادي : لينا ، لينا ، هيا يا حلوتي ، يا حبيبتي يا ساحرتي ، هيا انهضي لنذهب معًا إلى البستان ، لتحدثني عن رسمتك الجديدة ،
قالت لينا بصوت رقيق : يا لها من رسمة ساحرة يا أمي ! ولكنها كانت حلم.
ضحكت أمها وضحكت معها لينا ، ثم حضنتها وذهبا معًا إلى البستان لتروي لها قصة الحلم الغريب مع قلمها السحري العجيب .