قصص اطفال

قصة حوت يونس

قال تعالى: “وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” (سورة الأنبياء: الآية 87).
أرسل الله عبده يونس عليه السلام رسولا إلى أهل مدينة نينوى بالعراق، ليدعوهم إلى ترك عبادة الأصنام، وليعبدوا الله وحده لا شريك له،ولكن أهل  نينوى أصروا على كفرهم، وكذبوه،ولم يستجيبوا لدعوته.
ظل نبي الله يونس عليه السلام بين قومه صابرا على الأذى ، يذكرهم ويشرح لهم طريق الهداية، وحذرهم من العذاب الذي سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام إن لم يؤمنوا به ويتبعوا دين الإسلام، ولكنه لم يلق منهم إلا إصرارا على كفرهم، ولما يئس عليه السلام من عناد قومه وعدم إيمانهم، خرج مغاضبا لهم لكفرهم ،قبل أن يأمره الله تعالى بالخروج.
ظن سيدنا يونس عليه السلام أن الله لن يؤاخذه على تركه لأهل هذه القرية، وهجره لهم قبل أن يأمره الله.
وحين خرج عليه السلام وترك أهل القرية ، اقترب العذاب من قومه في الصباح، وظهرت الحب السوداء في السماء، وثار الدخان الكثيف. وعندما تأكد القوم أن الهلاك والعذاب واقع بهم، طلبوا يونس عليه السلام فلم يجدوه،وألهمهم الله التوبة فآمنوا بالله ورسوله يونس عليه السلام.
أمضى نبي الله يونس عليه السلام الأيام الثلاثة بعيدا عن قومه لا يدري أنهم قد آمنوا وتابوا إلى الله، وفوجئ بهم عندما رآهم آمنين سالمين ، فغضب غضبا شديدا ، حيث اعتقد أن قومه سيظنونه كاذبا، وسوف يقتلونه.
وصل نبي الله يونس عليه السلام إلى شاطئ البحر، فوجد قوما في سفينة في البحر، فطلب من أهلها أن يركب معهم، فوافقوا وسارت بهم السفينة . وعندما أصبحوا في وسط البحر جاءت ريح شديدة، وكاد الجميع أن يتعرض للغرق، فقال من في السفينة: سنجري القرعة ومن يقع عليه السهم سنلقيه في البحر.
وقع السهم أكثر من مرة على نبي الله يونس، فما كان من يونس عليه السلام إلا أن ألقى بنفسه في البحر المظلم، فأرسل الله له حوتا عظيما ابتلعه.
أخرج الله يونس عليه السلام من بطن الحوت بقدرته، وغطى جسمه بورق القرع ليمنع الذباب أن يسقط عليه، ويصيبه بأذى.
وعاد سيدنا يونس عليه السلام بعد أن علم أن ما أصابه قد حدث ابتلاء له بسبب استعجاله وخروجه دون أمر من الله.وعندما عاد إلى قومه وجدهم مؤمنين بالله تائبين إليه.
لقد كانوا في انتظار عودته ليستمعوا أوامره ، ويتبعوا طريق الهدى.
ففرح سيدنا يونس عليه السلام بإيمانهم وباستقبالهم له ، وظل معهم يعلمهم ويرشدهم إلى طريق الخير.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button