قصة حوريات البحر والغابة
يحكى أنه كانت هناك حورية تدعى حورية الغابة وذلك لأنها تسكن في الغابات الواسعة ، وتوصف بأنها شابة جميلة عند رؤيتها وجهًا لوجه ، ولكنها جوفاء عندما تدير ظهرها وتبدو مثل وعاء العجن ، وبدل الظهر الأجوف تكون أحيانًا مزينة بذيل ثعلب كثيف .
أما حورية البحر وكما يوحي اسمها ، فهي تعيش في قاع البحار والبحيرات وترتدي سترة زرقاء ، وتنورة ناصعة البياض تلمع تحت أشعة الشمس ، وعادة ما ينذر ظهورها بحدوث عاصفة ، فعندها تظهر جالسة فوق موجة عارمة تمشط شعرها الذهبي .
يُروى أن حوريات البحر والغابة ينتمين إلى عائلة العمالقة ، وأنهن على تواصل مستمر فيما بينهن ، لكن حوريات الغابة يعتبرن أنفسهن أفضل مكانة من قريناتهن في البحر ، ومن هنا كانت تنشب بينهن الكثير من الخلافات ، وذلك على الرغم من جمالهن جميعًا .
وفي صباح أحد الأيام ، كان هناك فلاح مستلق في الغابة على شواطئ بحيرة أوملن في السويد ، عندما سمع صوت جدال عنيف عند طرف البحيرة ، فعرف بحدسه أن شجارًا قد نشب بين حوريات الغابة وحوريات البحر كما هو معتاد ، فزحف عند الشجيرات الدنيا إلى أن وصل إلى مكان الحوريات ، ليعرف لم تتشاجر الحوريات ، واستمع إلى الحوار التالي :
حورية البحر: لا يمكنك أن تقولي إنك أفضل مني ، لأن لدي خمس قاعات ذهبية ، في كل منها خمسون صفيحة من الفضة .
حورية الغابة : أنا لدي جبل يمتد لمسافة ستة آلاف قدم ، وخلف ذلك الجبل هناك جبل آخر أعلى منه بعشر مرات ، وهو مكون بالكامل من عظام الناس الذين قتلتهم .
عندما سمع الفلاح هذا الحوار ، انتابه الرعب والخوف الشديدين ، وبدأ يركض مسرعًا حتى قطع مسافة تقدر بفرسخ كامل ؛ وهو وحدة طول تتراوح بين 3.9 و7.4 كيلو مترًا ، وذلك دون توقف قط ، وبهذا لم يعرف الفلاح بعد ذلك ، لمن كان الفوز في هذا الشجار في النهاية ، ولكنه من المؤكد أنه كان من نصيب حوريات البحر ؛ لأنهن كن دائمًا أعلى مكانة من الأخريات منذ زمن بعيد .