قصة حورية البحر الصغيرة
يحكى أنه كان هناك ملك يعيش في أعماق المحيط ،وكان يدعى الملك سلطان ، وكان سلطان ملك البحار السبعة ،ملك محبوب من جميع الكائنات البحرية ، إلا حورية واحدة شريرة تدعى أرسولا .
كان للملك ستة حوريات أميرات جميلات، وكانت أصغرهم الأميرة ليالي ، وكانت ليالي أكثرهم جمالا ونشاطا .كانت محبوبة من جميع الكائنات البحرية وذلك لأن صوتها كان جميلا للغاية والسبب. كانت ليالي تحب الغناء بصوتها العذب فكانت الأسماك تتجمع حولها لتستمتع بصوتها الجميل .
كانت جدة ليالي دائمًا ما تحكي لها حكايات جميلة ، وكانت أغلب تلك الحكايات تصف فيها جمال الأرض ، وما بها من نجوم وزهور وأشياء جميلة وممتعة ، لذلك كانت ليالي دائمًا ما تتمنى أن تصعد إلى الشاطئ . وفي أحد الأيام ذهبت ليالي لتخبر أبيها برغبتها ولكن الملك رفض بشدة ، ألحت ليالي على أبيها أن يسمح لها بالصعود ، وبعد إلحاح شديد وعدها الملك أن يسمح لها بالصعود عندما تصل لسن السابعة عشر .
ظلت ليالي تحلم بذلك اليوم الذي ترى فيه السماء ، وفي يوم عيد ميلادها السابع عشر أقام لها والدها الملك حفلًا جميلًا ، وبعد الحفل طلبت ليالي من والدها أن يفي بوعده ويتركها تصعد إلى السطح ، فأخبرها والدها أنه موافق ولكن عليها أن تعلم أنها ابنة البحر وأن سطح الأرض مهما جذبها فهو في النهاية مكان خطير بالنسبة للحوريات .
لم تكترث ليالي للتحذير وصعدت مسرعة إلى الشاطئ وهناك رأت الشمس لأول مرة ففرحت جدا. وأصبحت تصعد كل يوم إلى السطح،وفي يوم من الأيام رأت أحد المراكب وسمعت بداخلها صوت موسيقى واحتفالات فتملكها الفضول وذهبت إلى السفينة لتشاهد الحفل .
وهناك رأت ليالي البشر لأول مرة فاختبأت بجوار السفينة ، وأخذت تراقب البشر وهم يحتفلون وهي في سعادة بالغة ، وفجأة هبت عاصفة شديدة فترنحت السفينة بشدة ، وأخذت تحركها الرياح ثم غرقت وكانت ليالي تتابع السفينة ، لتعلم ما سيحل بها فوجدت الشاب الذي رأته في السفينة يغرق في البحر ، فأسرعت إليه وسحبته إلى الشاطيء وأنقذت حياته .
أعجبت ليالي بهذا الشاب ، وأخذت تغني بصوتها الجميل ، فلما أفاق أعجب بها هو أيضا كما أعجب بصوتها وغنائها الجميل ، تركته ليالي وذهبت مسرعة لتعود إلى الشاطئ ، لكن الأمير لم يرها وهي تذهب ولم يكن يعرف أنها حورية .
وظلت ليالي طوال الليل تحلم بالشاطئ ، وبما رأته وكانت تحلم أن تعود مجددًا لتقابل ذلك الشاب ، كان هذا الشاب هو ابن ملك البلدة ، وكان يعيش في قصر على الشاطئ ، فكان يخرج كل يوم ليتمشى على الشاطئ ، لعله يقابل الفتاة التي أنقذته .
وبعد عدة أيام خطر لليالي فكرة ، فذهبت إلى الحورية الشريرة شهلولة ، لأنها كانت ساحرة ماكرة وطلبت منها أن تحولها إلى إنسانة حتى تستطيع العيش الأرض ، وافقت شهلولة ولكنها اشترطت على ليالي أن تأخد صوتها الجميل منها.
وافقت ليالي وبعد أن حولتها الساحرة جلست على الشاطئ وحيدة لا تدري ماذا تفعل ، ثم رأت الأمير يسير على الشاطئ ففرحت ، ولما رآها الأمير توجه إليها لعلها تكون الفتاة التي يبحث عنها ولما سألها لم تستطع الإجابة فهي بلا صوت ، أخذها الأمير معه إلى القصر وقرر أن يتزوجها ، علمت شهلولة الشريرة بذلك فاغتاظت ، وسحرت نفسها في صورة ليالي وأخذت صوتها وذهبت إلى القصر لتتزوج من الأمير .
علم الملك سلطان بما حدث لابنته الصغيرة ، فذهب مسرعًا إلى الشاطئ وحرر ابنته الصغيرة بعد أن حبستها شهلولة ، وقام حراس الملك بالقبض على الشريرة واستعاد الملك صوت ابنته .
اعتذرت ليالي لوالدها عما فعلته ولكنه شعر أنها حزينة لأنها تحب الأمير ، طلب الأمير من الملك سلطان أن يزوجه ابنته فوافق الملك وحول ليالي إلى إنسانة ، وتزوجت الأمير وعاشت في سعادة.