قصة زعيم الغابة
في يوم من الأيام وفي غابة جميلة ، كانت تعيش مجموعة كبيرة من الحيوانات. وفي ذات صباح ، سار الثعلب المكار في الغابة ، وهو ممسكاً بيده ورقة ظل يقرأها بصوت خافت بينه وبين نفسه ، وكان يردد ويقول : لذا سأخبرهم اليوم ، أن الوضع الراهن لا يدعو للتفاؤل ، كما أن الأمور بحاجة إلى زعيم للغابة .
قاطعه القرد الشقي ، وقال : مرحباً أيها الثعلب ، ما رأيك بتناول الطعام معي ، فرد الثعلب : شكراً يا صديقي ولكني لا أريد التأخر عن اجتماع المساء ، فرد القرد قائلا في دهشة : اجتماع ؟ ، فقال له الثعلب : نعم ، ألم نقرر ذلك الشهر الماضي ، حيث سنحسم فيه أمر زعيم الغابة ، وكان القرد لا يبالي ، فقال له الثعلب : تصرف كما تشاء فلا فائدة منك ، في الاجتماع .
وفى المساء اجتمعت حيوانات الغابة ، لانتخاب زعيم للغابة وكان الثعلب يرأس الاجتماع ، وبادر بالوقوف على أحد الصخور العالية ، حتى تراه جميع الحيوانات ، وصاح وقال : الآن أريد أن أدخل في موضوع اليوم الأساسي ، وعلى من يريد أن يرشح نفسه ليكون زعيماً للغابة أن يتقدم ، ويلقي خطبة على جميع الحيوانات .
فاندهشت حيوانات الغابة من ذلك الطلب ، فاستكمل الثعلب كلامه ، قائلاً : لكي تكون زعيماً يجب أن تكون بارعاً في إلقاء الخطب ، وأن يكون لخطابك جاذبية حتى يلقى كلامك القبول .
ظلت الحيوانات تعترض على كلام الثعلب ، لأن العديد منها لا يستطيع التحدث بكلام رسمي ، أو كلام خطب أو كلام ذو جاذبية ودقة في الحديث ، فانسحبت العديد من حيوانات الغابة عن ترشيح نفسها لمنصب زعيم الغابة وظل الثعلب ينادي بأن يتقدم المرشحون لإلقاء خطبهم ، لكن لم يتقدم أحد .
شعر الثعلب بسعادة في داخله ،لأن هذا ما كان ينتظره و يتمناه ، وقال في نفسه : حسناً إنه الوقت المناسب للتحرك ، فأخبر الحيوانات أنه سيقوم هو بإلقاء خطبة ، وبدأ يسترجع خطبته التي ظل طوال اليوم يكتبها ، ويرددها حتى تمكن من إجادة إلقائها بدون ورقة ، فوقف الثعلب شامخاً ، وقال : أظن أن الظروف الحالية لا تدعو للتفاؤل ، لذا فالحاجة ملحة إلى زعيم ذكي ، فالحاجة تدعوني لأكون زعيماً لكم ، لكي أحميكم من الأعداء .
وبينما كان يتحدث الثعلب أتى القرد ، ممسكاً بسلة بها العديد من الطعام الذي قام باعداده وقام بتوزيعه على الحاضرين .انفعل الثعلب وأخبر القرد أنه إذا أراد أن يترشح لمنصب زعيم الغابة عليه أن يتقدم ويلقي خطبة ، وحمست الحيوانات القرد أن يجرب ذلك ، فبدا الأمر مسلياً للقرد .
فتقدم القرد إلى المنصة ، وقال: أنا لا أحسن الكلام الجاد ، لذا سأخاطبكم ببساطة وظل يتحدث ويقفز ، ويجذب انتباه الحيوانات نحوه وراح القرد يظهر براعته في الحركات مما أثار إعجاب الحيوانات ، وظلت تصفق له وتهتف : رائع رائع .
بل وعبر الكثير من الحيوانات ، عن رغبتهم في أن يكون القرد زعيماً لهم ، لأنه سيستطيع تسليتهم وسيزيد من أوقات المرح في الغابة مما جعل الثعلب يشعر بالغيرة والغضب ، فكيف للحيوانات أن تقارن خطاباً دقيقاً ، برقصة القرد وحركاته المليئة بالسخرية ، ورشحت الحيوانات القرد أن يكون هو زعيم للغابة .
وبعد عدة أيام ظل الثعلب يفكر في طريقة لإزالة القرد عن هذا المنصب ، الذي خطط أن يناله هو وخطط الثعلب خطة للانتقام من القرد ، فتقدم إلى القرد وقد كان القرد جالساً على كرسي كبير ، ويضع تاجًا ذهبياً على رأسه .
قال الثعلب : يا أيها الزعيم لقد رأيت قطعة لحم في مكان بالقرب منا ، وفضلت أن أخبرك بها بدلاً من تناولها ، فتفضل معي لتأكلها ، ففرح القرد وطلب من الثعلب أن يصحبه لمكانها ، وكان الثعلب قد حفر حفرة عميقة ووضع بداخلها قطعة اللحم ، وقام بتغطيتها بأوراق الشجر ، ووقف بعيداً وأخبر القرد أن قدماه تؤلمه .
ولكنه ظل يصف للقرد مكان قطعة اللحم ، وما أن اقترب القرد من الحفرة وسار على أوراق الشجرة ، حتى سقط في الحفرة ، فغضب القرد من الثعلب وعلم بخطته الماكرة للتخلص منه ، وسمعت الحيوانات صياح القرد وما أن اقتربت نحو مصدر الصوت ، حتى وجدت زعيم الغابة ملقى في حفرة عميقة .
تعجبت الحيوانات فكيف لزعيم ذكي أن يقع في فخ ، وشعرت الحيوانات بأن القرد لا يصلح ذكائه أن يجعله زعيم للغابة ، ورشحوا الثعلب ليحل محل القرد ويكون في منصب زعيم الغابة .
وبينما كان يهتف الثعلب وهو على حافة الحفرة ، بكونه سيصير زعيماً امسك القرد بصخرة صغيرة في الحفرة ، وألقاها عالياً نحو الثعلب فاختلت أقدام الثعلب وسقط أيضاً في الحفرة ، وظل القرد والثعلب يتشاجرا في الحفرة حول منصب زعيم الغابة ، كما ظلت حيوانات الغابة تراقبهم وتضحك ، وقالت الحيوانات : نحن لسنا في حاجة إلى زعيم للغابة بعد .