قصة سمكة الجرّي وبركة كوساي
كان ياماكان في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان ، وفي بلد من البلدان ،كان هناك بركة كبيرة وعميقة ، وكان يسكن بجوارها زعيم القرية ، المدعو كوساي ، لذلك كان يسميها الناس وأهل القرية بركة كوساي .
وذات ليلة من الليالي ، وبينما كان زعيم الفرية كوساي جالسًا يتدفأ على نار الموقد ، سمع صوت طرق على باب الدار الخارجي ، فصاح : من هناك ؟ من هناك ؟ من الطارق ؟.
فجأة جاءه صوت امرأة تقول : أنا سمكة الجرّي الكبيرة ، ربة بركة كوساي وساكنتها منذ القدم ، هذه الليلة سيأتي من بركة أخرى عنكبوت كبير ويهاجمني ، ولابد من المواجهة والاشتباك معه لكنه قوي جدًا ، خدّاع وماكر ولست واثقة من الفوز عليه .
قالت سمكة الجرّي : لذلك لي طلب واحد عندك يا سيد كوساي ، وهو أن تأتي الليلة في الساعة الثانية تمامًا إلى البركة ، وتطلق صيحة واحدة ( أنا كوساي أنتظر هنا هنا بثبات )!.. وهكذا أستطيع الفوز عليه .
سمع كوساي هذا الكلام ، وقال موافقًا : أجل ، أجل ، سأذهب بالتأكيد .. ثم اختفى صوت المرأة .. وأخذ كنبيه يستعد لمجيء منتصف الليل .
وفي الساعة الثانية بالضبط تحقق من الوقت تمامًا ، وخرج إلى البركة المظلمة ، ولما وصل تناهت إلى أذنيه أصوات مرعبة ، وفظيعة تصدر من جوف البركة ، وبدت المياه كالأمواج الهائجة علوًا وانخفاضًا ورجرجة أحيانًا.
كان يصله صوت أنين شديد جدًا ، ودوي عراك من حوله لا يوصف ، فتوقف شعر بدنه من الرعب ولم يكن بمقدوره لفظ كلمة واحدة !! تملكه الخوف من هذه المعركة الدامية ، فلاذ بالفرار عائدًا إلى البيت وراح بسرعة يلتحف بكل ما لديه من أغطية وهو يرتجف داخل الفراش .
عندما أصبح الصبح ، كان قلقًا على ما حدث ليلة الأمس ، فخرج لرؤية البركة ، كان الوضع مختلفًا تمامًا والهدوء يلف المكان ، غير أن سمكة الجرّي الكبيرة كانت طافية على وجه المياه وهي مثخنة بالجراح .
صاح كوساي : آه آه يا للأسف ، لقد قتلت ، إنها غلطتي لأنني لم أطلق أي صوت .. لاشك أنني ارتكبت ما يستوجب الاعتذار منها ، ألصق راحتيه الواحدة بالأخرى ، وانحنى برأسه تحية للجثة الهامدة ، ثم دفنها على شاطئ البركة بعناية واحترام .