قصص اطفال

قصة ماريا والخوف

كان ياما كان في سالف العصر و الأوان، كان هناك فتاة تدعى ماريا ، كانت تخاف من الظلام كثيرا، فكانت تتخيل ظلها وحشًا مرعبًا كلما تنطفئ الأنوار ، حتى جاء والدها وشرح لها أن هذه الظلال ليست وحوش كما كانت تعتقد ، فحاولت ماريا  التغلب على الخوف الذي كان يعتريها من تلك الظلمة ، وذات يوم جاءت عمتها فريدة لزيارتها ، وكانت فريدة امرأة رائعة تشتهر بشجاعتها .
كانت تلك المرأة تعشق المغامرة وبعض هذه المغامرات حصلت عليها من الكتب والأفلام ، وفي مرة من المرات قررت ماريا التغلب على خوفها من الظلام ، لذا سألت عمتها كيف أصبحت شجاعة وهل كانت خائفة في وقت من الأوقات أم لا ؟ فأجابتها عمتها قائلة : أتذكر عندما كنت صغيرة كنت أخاف جدًا من الظلام ، ولم أكن استطيع البقاء وحدي في الظلام ولو للحظة .
هنا أصبحت ماريا متحمسة جدًا لسماع حديث عمتها عن قصتها مع الظلام ، وكيف تحولت إلى شخص شجاع لا يخاف من الظلام ! وقد أخبرت العمة الطفلة ماريا عن سر شجاعتها ، وكان سر شجاعتها هو أولئك الأطفال المكفوفين الذين علموها كيف تكون شجاعة ، فإن الأطفال المكفوفين لا يمكنهم الرؤية ، و مع ذلك لا يخافون من الظلام  .
كانت ماريا في لهفة لتعرف تكملة قصة أولئك الأطفال ، فقالت لعمتها : هل يمكن أن تخبريني بالسر الذي يكمن وراء أولئك الأطفال المكفوفين ؟  فأجابت العمة : بالطبع إن السر يكمن في تغيير العين ، وذلك بمعنى أن الطفل الأعمى لا يمكنه الرؤية ، فتعتبر أيديهم بمثابة أعينهم ، وكل ما عليكي فعله يا طفلتي هو التغلب على خوفك ، وهو ما يفعله أولئك الأطفال .
فعند الخلود للنوم كل ما عليكي فعله هو أن تطفئ الأنوار وتغلقي عينيكى ، وعندما تتعرضين للخوف، عليكِ التغلب عليه باستخدام يديك كعين ، حتى تتمكنين من رؤية الأشياء التي تعد من أكبر مخاوفك ، ثم بعد ذلك أخبريني كيف واجهتي مخاوفك ؟ قبلت ماريا عرض العمة فريدة ، وبرغم خوفها فقد أقنعت نفسها أنها ستحتاج لمزيد من الشجاعة ، لكي تستطيع إغلاق عينيها ، وتلمس ما يخيفها .
ولكنها كانت على استعداد للمحاولة ، لأن هذه المحاولة ستكون عن سابق تجربة لعمتها الحبيبة ، وبعد ذلك أخذها والداها إلى الفراش ، فأطفأت النور بنفسها ولكن بعد قليل شعرت بالخوف من أحد الظلال الموجودة بغرفة نومها ، في ذلك الوقت قررت ماريا أن تأخذ نصيحة العمة فريدة ، فقررت إغلاق عينيها واستخدمت يدها كبديل عن عينها .
واستطاعت لأول مرة استدعاء قوتها ، وذهبت للمس الظل الغامض وفي صباح اليوم التالي دخلت ماريا إلى المطبخ ، وعلى شفتيها ابتسامة كبيرة ، وهى تغني الوحش ناعم جدًا وسلس ! فقد اكتشفت أن الوحش الذي كانت تخاف منه هو دب تيمور أخوها .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button