قصة مملكة زهرة الشرف
كان يا ما كان في قديم الزمان و سالف العصر والأوان ،كان يحكى عن أمير مملكة تسمى مملكة زهرة الشرف ،كان على أمير المملكة أن يتزوج أولاً قبل أن يتوج ملكًا ،بحسب قانونهم الملكي …
وبما أن الأمر يتعلق باختيار إمبراطورة مقبلة على المملكة ،كان على الأمير أن يجد فتاةً يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء ،ولأنه طلب نصيحة أحد الحكماء فقال له لما لا تدعو كل فتيات المملكة وتختار أجملهن ،أخد الأمير بالنصيحة وقرر أن يدعو بنات المملكة جميعًا لكي يجد الأجدر بينهن للزواج …
عندما سمعت ،خادمة القصر التي تخدمه “لعدة سنوات ” بهذه الاستعدادات للجمع فتيات المملكة شعرت بحزن جامح لأن ابنتها تكن حبًا دفينًا للأمير.
وعندما عادت إلى بيتها حكت الخادمة لابنتها عن جمع بنات المملكة ،قالت ابنتها : سأذهب مثل باقي فتيات المملكة ،فصدمت بأن ابنتها تنوي أن تتقدّم للمسابقة هي أيضًا….
لف اليأس و الحزن المرأة وقالت : وماذا ستفعلين هناك يا ابنتي ؟ سيتقدمن أجمل الفتيات وأغناهن ،فكيف تذهبين وتفوزين من بينهن ،اسمعي يا ابنتي اطردي هذه الفكرة السخيفة من رأسك ! اعرف تمامًا أنك تتألمين ،ولكن لا تحولي الألم إلى جنون …
أجابتها الفتاة : يا أمي الغالية أنا لا اتألم وما زال أقل جنونًا ،أنا أعي تمامًا أني لن أُختار ،ولكنها فرصتي في أن أجد نفسي لبضع لحظات إلى جانب الأمير ،فهذا يسعدني حتى لو أني أعرف أن هذا ليس قدري وأنني سأهزم بالتأكيد.
وفي المساء ،عندما وصلت الفتاة ،كانت أجمل الفتيات قد وصلن إلى القصر ،وهن يرتدين أجمل الملابس وأروع الحلي ،وهن مستعدات للتنافس بشتى الوسائل من أجل الفرصة التي سنحت لهن…
قدم الأمير محاطًا بحاشيته ،وأعلن الأمير بدء المنافسة وقال ” سوف أعطي كل واحدة منكن بذرةً ،ومن تأتيني بعد ستة أشهر حاملةً أجمل زهرة ،ستكون إمبراطورة المملكة المقبلة …
حملت الفتاة بذرتها وزرعتها في اصيص من الفخار ،وبما أنها لم تكن ماهرة جدًا في فن الزراعة ،اعتنت بالتربة بكثير من الحب و الود لأنها كانت تعتقد أن الأزهار إذا كبرت بقدر حبها للأمير ،فلا يجب أن تقلق من النتيجة …
مرت ثلاثة أشهر ،ولم ينمُو شيء ،جرّبت الفتاة شتّى الوسائل ،وسألت المزارعين والفلاحين فعلموها طرقًا مختلفة جدًا ، ولكن لم تحصل على أية نتيجة ،حزنت الفتاة وكانت أمها تواسيها وتخفف عنها ،أحست أن حلمها يتلاشى ،رغم أن حبها ظل متأججًا للأمير …
مضت الأشهر الستة ،ولم يظهر شيء في أصيصها ،ورغم أنها كانت تعلم أنها لا تملك شيئًا تقدمه للأمير ،فقد كانت واعية تمامًا لجهودها المبذولة ولاخلاصها طوال هذه المدة ،واعلنت لأمها أنها ستتقدم إلى البلاط المملكة في الموعد والساعة المحددين …كانت تعلم في قرارة نفسها أن هذه فرصتها الأخيرة لرؤية حبيبها الأمير ،وهي لا تنوي أن تفوتها …
حان يوم جمع الفتيات ،وتقدّمت الفتاة مع اصيصها الخالي من أي نبتة ،ورأت أن الأخريات جميعًا حصلن على نتائج جيدة وممتازة ،وكانت أزهار كل واحدة منهن أجمل من الأخرى ،من جميع الأشكال والألوان…
أخيرًا أتت اللحظة المنتظرة. دخل الأمير ونظر إلى كل من المتنافسات بكثير من الاهتمام والانتباه ،وبعد أن مر أمام الجميع !أعلن عن قراره ،وفجأة أشار إلى ابنة خادمته وقال أنها الإمبراطورة الجديدة للملكة…تعالت الأصوات واحتجت الفتيات جميعًا قائلات إنه اختار تلك التي لم تزرع شيئًا ،فكيف ذلك !
عند ذلك فسر الأمير سبب هذا التحدي قائلاً : هي وحدها التي زرعت الزهرة تلك التي تجعلها جديرة بأن تصبح إمبراطورة زهرة الشرف ،فكل البذور التي أعطيتكن إياها كانت عقيمة ،ولا يمكنها أن تنمو بأية طريقة.
تزوج بعد ذلك الأمير من ابنة الخادمة التي أحبته كثيرا ،واقيمت الافراح في مملكة زهرة الشرف ،وتوج بعدها الأمير وإبنة الخادمة في حفل شهدته كل المملكة ..
في النهاية يكسب النزيه الذي يؤمن بالاستقامة ويخسر الذي يغش ويلعب من غير شرف.