قصص اطفال

قصص التشجيع على الأمانة

أمانة الراعي:
مر عبدالله بن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما ، براه مملوك ومعه غنم سيده ، فأراد أن يمتحن أمانته .
فقال له : هل من جَزِرَة ( أي شاه تَصلح أن تُجزر) ؟
فقال الراعي : ليس هاهنا ربها ،
قال ابن عمر : تقول له : إن الذئب قد أكلها !..
فرد عليه الراعي قائلا : اتقي الله .
فسر بن عمر من هذه الأخلاق الفاضلة ، وشعر في نفسه بضرورة تشجيع صاحبها عليها ، فاشترى الراعي من سيده وعتقه ، واشترى الغنم أيضًا ، ووهبها له .
الأمانة كنز :
تقدم غلامٌ صغير في الطريق إلى رجل غني مارٍ به واستجداه شيئًا من العطاء ، يسد به حاجته ، فأعطاه جنيهًا ، فأخذه الولد شاكرًا ودعا له بالخير على ما جاد به عليه من المعروف .
ولما ابتعد الغني من الصبي ، خطوات سقط كيس نقوده ورآه الغلام وهو يسقط ، فمشي والتقطه وجرى نحو الغني مسرعًا وتقدم إليه قائلاً : هذا كيس نقودك يا سيدي سقط منك ، فالتقطته وجئت به إليك ، فأخذ الغني منه الكيس معجبًا بأمانة غلام فقير .
وقال : أتحب يا بني أن تكون مكافأتك مني على أمانتك أن أعطيك نقودًا ، أو أجد لك عملاً ترتزق منه ؟
فقال الصبي : العمل يا سيدي خيرٌ من نقود آخذها فتفقد سريعًا وتبقى حاجتي ، فسُر الغني بإجابته ، كما سرته أمانته ، وأخذه تلميذّا بالكراء ( بالأجرة ) ، يتعلم الحياكة في محاكة له .
وبعد سنتين، كان الصبي من أمهر العمال في المصنع وأكثرهم راتبًا ، وأخيرًا تولى رياسة العمل كلّه بسبب مهارته ، وإخلاصه وأمانته ، وعاش في خفض من العيش ورغد .
عاقبة الأمانة :هاجر أحد العرب إلى أمريكا لخلاف بينه وبين أهله ، يطلب فيها رزقًا ، فتقلبت به الأحوال هناك زمنًا طويلاً ، حتى أتقن لغة البلاد ، ووصل إلى وظيفة نسّاخ في أحد البيوت المالية لحسن خطه .
وبينما كان في عمله في أحد الأيام  إذ بصر بحقيبة متروكة على إحدى الطاولات بالقرب منه ، فدنا منها وتناولها وفتحها ، فوجد فيها أوراق نقود بمبلغ يقدر بـ 90000 بتسعين ألف جنيه ، فلم تدفعه الحاجة ولم يستهوه شيطان الطمع على إخفائها ، حيث لا بصره أحد ، بل توجه بها إلى رئيس البيت وسلمها له وأخبره خبرها .
فحفظها الرئيس عنده ، حتى وصل البحث بصاحبها عنها في مكانها ، وما أن حضر إلى ذلك البيت المالي ، فعلم بوجودها عند الرئيس ، فسلمها إليه وقص عليه أن الذي وجدها شاب عربي حديث الخدمة في وظيفة صغيرة في بيت المال .
ذهب الرجل بها إلى العربي ، وأعطاه ألف دولار أمريكي مكافأة له ، فلم يقبلها منه ، فتوجه الرجل إلى الرئيس وأخبره بإباء العربي للمكافأة.
فقال له : اترك المكافأة عندي ، فتركها عنده ، ومضيّ لسبيله ، ثم استدعى الرئيس بعد ذلك الشاب العربي وسأله عن سر رفضه للمكافأة ،
فقال له : إنني لم أعمل إلا الواجب  ، ولست أرى حقًا في هذا ،بإذن منك ،
فقال له : قد آذنتك ، فأخذها ومضى ..
وفي اليوم التالي جمع الرئيس المستخدمين الذين يعملون وذلك العربي، وقرر ترقيته درجة في الوظيفة  ، وحكى لهم حكايته ، وقال لهم : إن هذا الشاب ليس له الحق في الترقي قبلكم ، ولكن العمل الذي عمله مما يعود على البيت بحسن الصيت ، وتلك خدمة عامة لمصلحتنا جميعًا .
فلذلك أستسمحكم في ترقيته عليكم درجة خلاف النظام المتبع ، فأجابوه على ذلك بحسن الرضا ، فعيّنه في وظيفته بخمسة مئة دولار في الشهر ، وعند انصراف الرئيس إلى بيته أركب العربي معه في مركبته ، وتوجه به إلى منزله ، فقدمه إلى زوجته وأولاده ، وقص عليهم قصته ، فبهرهم بهذه الفضيلة التي كانت عندهم بمثابة أعجوبة من أعاجيب الشرق ، فالعرب أجمع لا بد أن يفخورا بهذا الشاب الذي خلد اسم بلاده بفضيلة أمانته ، وحسن قيامه بالواجب .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button