قصص قبل النوم

الأميرة و الثعبان – المكتبة الخضراء – قصص اطفال قبل النوم

وبعد لحظات ذهب الثعبان الي حجرة الأميرة ، وأستئذن ودخل ، فرأها واقفة هادئة ثابتة ، لا يبدو الخوف علي مظهرها ، ولا الفزع عي وجهها ، ورآها تنحنى له ، ترحيبا به.

نظر الثعبان اليها نظرة كلها اعجاب وتقدير ، فهو معجب بثباتها وهدوئها ، في هذا الموقف المخيف ، معجب بضبط عواطفها ، مقدر لوفائها بوعدها ، ومحافظتها عي عهدها ، وتأثر برضائها به كل التأثر ، مع أنه ثعبان شكله مخيف ، وهى اميرة فائقة الجمال ، فقال لها :

هل قبلتى الزواج منى ايتها الاميرة الجميلة ؟ فأجابته : نعم ، لقد قبلت . وفي اللحظة التي نطقت بهذه الجملة ، قد تحول الثعبان المخيف القبيح المنظر ، الي شاب جميل ، حسن الهندام ، مبتسم الفم ، ازرق العينين ، اسود الشعر ، تظهر عليه علامات الرجولة والشهامة والشجاعة .

سمع السلطان وهو متخفي مع السلطانة ، في الطبقة العليا من القصر ، ان الثعبان الكبير، قد دخل علي ابنته في حجرتها ، فقال للسلطانة في صوت مرتفع ، وا اسفاه ، وا حزناه ، إنى اخاف ان يكون الثعبان قتل ابنتنا الوحيدة . لقد قضيت عليها وقتلتها ، بطمعى ، وجشعى ، وشراهتى ، ومحبتى للذهب ، وتفكيري في الغنى ، وعدم تفكيري في شىء اخر سوي الذهب ….

ولكن ما فائدة الذهب الان ؟ وما فائدة المال ؟ وهل يستطيع المال ان يرد لي ابنتى الغالية ؟ ثم خرج السلطان والسلطانة ، من من الحجرة العليا ؟ التي اختفيا فيها ، وذهبا الي حجرة الاميرة ، التي دخلها الثعبان ، فوجدا الحجرة مغلقة عليهما ، فنظر السلطان والسلطانة من النافذة ، فلم يجد مع الاميرة ثعبانا ، وإنما رأيا شابا ، صحيح الجسم ، رائع الجمال ، تظهر عليه القوة والشجاعة ، ورأى جلد الثعبان ملقي في ركن من اركان الحجرة ، فعجب كل العجب ، وادركا ان في الامر سرا.

فرحا السلطان والسلطانة فرحا لا يقدر ، حينما رايا ابنتهما لم تصب بسوء، وطرقا باب الحجرة ، واستئذنا في الدخول ، ولما دخلا جعلا يعانقان الاميرة ويقبلانها ، ويهنئان خطيبها ، الذي قص عليهما قصته ، وكيف سحرته ساحرة ماكرة ، الي شكل ثعبان ، وهو امير ، ابن سلطان عظيم.

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15الصفحة التالية
Back to top button