قصة الأرنب الذكي والأسد الغبي
في يوماً من ذات الأيام كان هناك أسد قوي يحكم الغابة الكبيرة، وكان هذا الأسد ظالم لا يرحم أي حيوان سواء كان صغيراً أم كبيراً، فكان يفترس العديد من الحيوانات دون تمييز ويقتلها بشكل بشع وظالم.وذات يوم اجتمعت الحيوانات وتشجعت وقررت أن تذهب إلى الأسد وتتحدث معه عما يمارسه من ظلم وطغيان في الغابة .وبالفعل وصلت الحيوانات إلى عرين الأسد وطلبت مقابلته، وعندما واجههم الأسد ،سألته الحيوانات في صوت واحد : يا ملك الغابة، أنت تقتل الكثير منا كل يوم دون أي ضرورة لذلك ، فماذا تحتاج لكي تكف عن ذلك !؟أجاب الأسد في تكبر وغرور : أنا أحتاج إلى فريسة يومية حتى أتلذذ بتناولها وأجعلها طعاماً شهياً لي على الغداء .فقالت الحيوانات : نحن نعدك بتقديم حيوان واحد كل يوم مقابل أن تكف عن مطاردتنا وهدر حياة الحيوانات ظلماً بلا مبرر .
وافق الأسد علي هذه الفكرة فهو سيحصل على فريسته في عرينه دون الحاجة إلى الخروج للصيد ودون بذل أي مجهود، ولكنه هددهم قائلاً : إذا لم أتلقى منكم حيوان يومياً ، فسوف أقتل واحد منكم .
ولكن الحيوانات قد وفت بوعدها مع الأسد بالفعل، وكانت تقدم له كل يوم حيوان حتى لا يطارد أحداً منهم، وهكذا أصبحت جميع الحيوانات يتجولون حول الغابة دون أي خوف من التعرض للهجوم من قبل الأسد .
وذات يوم وقع الاختيار على أرنب صغير ليكون هو الوجبة التي سوف يتم تقديمها إلى الأسد .كان الأرنب بالتأكيد لا يريد الموت ولكنه كان مرغما بأن يذهب إلى عرين الأسد، وخلال طريقه رأى بئر ماء وعندما نظر بداخله وجد انعكاس صورته، فخطرت على باله حيلة ذكية للتخلص من الأسد والنجاة بحياته .
أسرع الأرنب إلى عرين الأسد وقال له : سيدي ، هل تسمح لي أن أشرح لك أمراً قبل أن تقتلني قال له الأسد : أخبرني بسرعة ما تريد قوله فأنا جائع للغاية.فقال الأرنب : لقد جئت اليوم مع أربعة غيري من الأرانب البرية لأنني صغير ولا يمكنني أن أوفر لك وجبة شهية بمفردي، ونحن في طريقنا إليك ، التقينا أسداً خارجاً من عرينه ، وهجم علينا نحن الخمسة حتى يلتهمنا، وقد أوضحنا لهذا الأسد المغرور أننا ذاهبون إلى ملك الغابة إلا أنه رد علينا في تكبر بأنه هو سيد الغابة وملكها ولا يوجد ملك غيره اعتباراً من اليوم .
زمجر الأسد غاضباً وقال : خذني إلى هذا الأسد الكاذب لنرى من منا الملك الحقيقي .رد عليه الأرنب قائلا : لابد أن تكون حذراً إن هذا الأسد لديه وكر قوي جداً فمن الصعب مهاجمته كما تظن .ازداد غضب الأسد ورغبته في التحدي وقال : خذني حالاً إلى هذا الأسد الجبان .وبالفعل أخذ الأرنب الأسد إلى البئر وأشار بداخله قائلاً : إن الأسد داخل هذا البئر، وبسرعة قفز الأسد علي حافة البئر وعندما رأي انعكاس صورته في الماء اعتقد من غبائه أنه هو الأسد الجبان الذي يتحداه .فقفز بلا تفكير داخل البئر لمهاجمة انعكاس صورته معتقداً أنها الأسد الذي يتحداه، فمات غرقا في البئر ، وكان الأرنب سعيداً جداً لان خطته قد نجحت وهكذا نجح هذا الأرنب الذكي في تخليص حيوانات الغابة من غرور وظلم هذا الأسد الغبي .