قصص اطفال

قصة الحصان مخلص

مدينة كبيرة تجاور الغابة ،ولكنهما منفصلتان في كل شيء ، حاول بعض سكان المدينة الإعتداء على الغابة فواجهتهم الحيوانات بكل قوة ، وحاول أيضًا بعض الحيوانات الخروج إلى المدينة للتجول فتصدت لهم شرطة المدينة ، فالتزم الجانبان كل داخل حدوده .
وفي أحد الأيام حدث زلزال في المنطقة . إهتزت الأرض ، وتهدمت البيوت القديمة في أطراف المدينة . حاولت قوات الدفاع المدني الدخول إلى الشوارع الضيقة ولم تستطع السيارات الوصول إلى المنكوبين .
قال الضابط لرئيس المدينة : لا يوجد مكان للسيارات تسير فيه أو تعمل فيه .
رئيس المدينة:  وما الحل ؟
الضابط:لا بد ن زلاقات صغيرة تجرها حيوانات قوية .
رئيس المدينة:ومن أين لنا بهذه الحيوانات القوية ؟
الضابط: نرسل إلى العاصمة .
رئيس المدينة:سوف يستغرق ذلك وقتًا طويلاً يكثر فيه عدد الضحايا .
الضابط:ما رأيك أن نطلب المعونة من جيراننا حيوانات الغابة .
رئيس المدينة:انطلق بنا إلى الأسد – ملك الغابة – نطلب منه المساعدة .
عندما وصل الضابط والحاكم على مشارف الغابة ، ورآهم النمر فائق حارس الغابة أسرع إلى الأسد وقال : أيها الأسد إني أرى حاكم المدينة المجاورة
يستعد لهجوم جديد علينا .أصدر الأسد أمر إلى حيوانات الغابة بالإستعداد لصد أي هجوم . عاد النمر فائق لحدود الغابة وهناك قابل الحاكم ومن معه فقال له : ماذا تريد يا حاكم المدينة ، هل تريد الهجوم علينا مرة أخرى .
الحاكم:لا بل جئت أطلب مساعدتكم . ألم تشعر الحيوانات بزلزال أمس ؟
النمر: بلى شعرنا به ، وتهدمت بعض بيوت الحيوانات ، ولكن الخسائر قليلة واستطعنا إصلاحها .
الحاكم: لكن خسائرنا نحن كبيرة .
أخذ الضابط يقص على النمر فائق المشكلة ، وحاجتهم إلى حيوانات قوية .
فهمت ، سوف أخبر الأسد .
ولما علم الأسد بالخبر قال : حسنًا لن  نتأخر في مساعدة جيراننا سكان المدينة .
أصدر الأسد أمرًا إلى الحصان مخلص ، والحصان كسلان ، والحصان ضعفان ، بالخروج مع حاكم المدينة للمساعدة في إنقاذ ضحايا الزلزال .خرج الثلاثة مع الضابط وحاكم المدينة ليبدأوا العمل.
عندما شاهد الحصان مخلص مظاهر الدمار إنطلق بكل قوة ، وأخذ يجر الزلاقات وينتشل الضحايا من بين الأنقاض . بينما أخذ الحصان ضعفان والحصان كسلان يعملان في كسل .
وبعد فترة من العمل الشاق جلس الحصان مخلص يستريح قليلا ، فأقبل عليه الحصان كسلان وسأله مستنكرًا : لماذا تتعب نفسك يا حصان مخلص ؟
الحصان مخلص:وماذا تريديني أن أفعل ؟
كسلان:هذه ليست مدينتنا ، ولا داعي لهذا التعب الشديد .
صاح الحصان مخلص في وجهه وقال : يا حصان كسلان ، إن الإخلاص واجب في كل الأعمال والأوقات .إن الذي لا يخلص في عمله يصير كعمود البناء الضعيف يكون سببًا في انهيار أي عمل .
كسلان: إفعل ما تشاء .
لم تتأثر عزيمة الحصان مخلص بكلام الحصان كسلان ، وظل على إجتهاده . أوشكت الأزمة على الإنتهاء، وإستطاع الحصان مخلص إنقاذ كثير من الضحايا .
وبينما الحصان مخلص منهمك في سحب الزلاقات زلت قدمه ، فوقع من إرتفاع كبير على الأرض .
أسرع العمال والشرطة والحصان كسلان إلى الحصان مخلص فوجدوه قد أصيب إصابة شديدة في رقبته ، ويتنفس بصعوبة . لقد كان في حالة إحتضار .
هنا قال له الحصان كسلان : ماذا جنيت الآن ؟ لقد فقدت حياتك ، فبماذا نفعك إخلاصك ؟
قال الحصان مخلص : يا حصان كسلان لأن أموت مخلصًا خير لي من أن أعيش مستهترًا . ولئن أكون قد فقدت حياتي فقد أنقذت حياة الكثيرين . يا حصان كسلان لا تجعل مصلحة نفسك محور الحياة ، ولكن إجعل أكبر همك العطاء . ثم أسلم الحصان مخلص الروح لباريها .
كان موت الحصان مخلص بمثابة الشرارة التي دفعت الجميع إلى مزيد من العمل .
فأنقذوا معظم المصابين وتمت إزالة الأنقاض ، وبنوا حيًّا جديدًا مكان البنايات القديمة ، وأطلق حاكم المدينة اسم الحصان مخلص على الشارع الكبير ، ووضعت لوحات في أنحاء الشارع تحمل إسم شارع الحصان مخلص … لقد مات الحصان مخلص لكن ذكراه الطيبة وفعله الحسن لم يموتا ، ولم ينسِ الناس جميل الحصان وكافئوه بالدعاء والذكر الحسن ، وله عند الله ثواب جزيل …
***
المؤلف/عبدالله محمد عبدالمعطي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button