قصة الخلد الفاشل والشمس
كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، كان هناك خلد تزعجه حرارة الشمس كثيرًا ، وفي يوم من الأيام اشتّد قيظها بشكل لا يطاق ، فقد كانت حرارتها شديدة جدًا لا تحتمل ، فغضب الخلد غضبًا شديدًا .
وقال في نفسه : لقد صبرت كثيرًا جدًا ، حتى أنني لم أعد أحتمل ذلك ، فإذا اشتدت الحرارة أكثر ، سأسقط الشمس برمية سهم… وأضمر الخلد ما قاله ، وأخذ القوس والسهم ، وقام بالصعود على شجرة عالية ، شديدة الارتفاع ليجهز نفسه ويضرب الشمس .
وبينما كان يصعد على الشجرة رأته ضفدعة برية ، فقالت في نفسها : إن هذا الأمر شديد الخطورة ، فكيف للخلد أن يصعد شجرة عالية لهذا الحد ويرمي الشمس بسهم، فحياة الشمس مهمة جدًا لنا جميعًا .. وبعد تفكير سريع من الضفدعة البرية ، أسرعت إلى الشمس لإخبارها بالأمر ، وقالت لها : يا سمو الشمس ، إن هذا الذي يدعى الخلد يريد أن يرميك بسهم ويسقطك ، وقد صعد إلى شجرة عالية ، لذلك أرجو أن تحترسي منه .
عندما سمعت الشمس ذلك ، غضبت وقالت : الخلد ! إن هذا الخلد ّ حيوان فاشل وتعيس ، إذا فعل ذلك ، فلابد أن أحاسبه ، واعتبارا من اليوم يحظر عليه السير فوق الأرض … لذلك صار الخلد لا يمشي إلى تحت الأرض ، بعد عقاب الشمس له .
وبعد هذا قالت الشمس للضفدعة : أما أنت أيتها الضفدعة البرية ، فقد أخلصتي لي كل الإخلاص وأسرعت لإخباري ، لذلك وردًا لهذا الجميل ، سأجعل المياه فاترة عندما تضعين البيض ، ولو كان ذلك في موسم البرد .
لذلك يقال حتى الآن ، إن الضفدعة البرية عندما تضع بيضها ، في البرك والجداول المائية ، يصبح الجو دافئًا ، وأما الخلد فإنه يموت بسرعة إذا تعرض قليلاً لأشعة الشمس .