قصص اطفال

قصة الفيل قنديل

هبت الريح عاصفة ، وأمطرت السماء بغزارة ، فتكسرت جذوع الأشجار ، وتهدمت بيوت الحيوانات ، وبعثر طعامها … وجلس الأفيال الثلاثة :الفيل قنديل والفيل عنتيل والفيل زنجبيل ينظرون إلى بيتهم المحطم نظرة ألم وحسرة ، وما لبث الفيل زنجبيل أن انخرط في البكاء ، وهنا أقبل عليه أخوه الأكبر قنديل وربت عليه بخرطومه وقال : لماذا تبكي يا فيل زنجبيل ؟
ألا ترى ما نحن فيه ؟ لقد فقدنا بيتنا ومأوانا ، ماذا سنفعل في البرد والحرّ والمطر ؟ لقد  صارت الحياة غير محتملة بعد الآن .
حقًا يا فيل زنجبيل إن الحدث أليم ، ولكن دعني أسألك سؤالاً.
تفضل.
من الذي بنى هذا البيت الذي تهدم ؟
نحن بعون الله الذين بنيناه.
فنحن إذا نستطيع بناء بيت جديد لنا مرة أخرى .
انفرجت أسارير الفيل زنجبيل وذهبت علامات الجزع والحزن من وجهه وقال : حقًا ، ولكننا سوف نبذل جهدًا كبيرًا .
أيها الفيل الصغير وهل تحلو الحياة إلا بالكد والتعب وبذل الجهد وانتظار الحصاد.
وهنا قال الفيل زنجبيل – وقد حلت على وجهه الإبتسامة ومعها علامات الجد والثقة – : إذا فلنبدأ العمل .
اجتمعت الأفيال الثلاثة لوضع خطة العمل وتقسيم المهام ، فقال الفيل قنديل : يجب أولاً أن نحدد ما هي المواد اللازمة للبناء .
قال الفيل عنتيل : نريد عددَا كبيرًا من الأحجار لبناء الجدران ، وسوف أتكفل بإحضارها .
وقال الفيل قنديل : ونريد خشب الأشجار لعمل الأعمدة والسقف وسوف أتكفل بجلبها من الغابة . ثم إلتفت إلى الفيل زنجبيل وقال : وماذا عنك يا زنجبيل ؟ ماذا ستفعل ؟
لا أعلم .
عليك بإحضار الإسمنت.
سوف أفعل إن شاء الله .انصرفت الأفيال الثلاثة كل لأداء المهمة المكلف بها ، فذهب الفيل قنديل إلى الغابة حيث يقوم العمال بقطع الأشجار وتجهيزها ونقلها ، ثم تقدم إلى رئيس العمل وقال : السلام عليكم يا رئيس العمل.
وعليكم السلام ، مرحبًا بك أيها الفيل المهذب ، ماذا تريد؟
أولاً أعرفك بنفسي، أنا الفيل قنديل ، ثم روى له قصة البيت وأنه في مهمة لجمع خشب الأشجار اللازم للبناء.
وماذا سوف تدفع مقابل إعطائك الخشب؟
ليس لدي مال ولكني سوف أشارك معكم في العمل ، ويكون أجري هو الخشب اللازم لبناء البيت .
اتفقنا .
 
ظل الفيل قنديل يعمل بجد ونشاط حتى وفّى ما عليه ، فأعطاه رئيس العمل الخشب اللازم لبناء البيت ونقله له بسيارة كبيرة إلى مكان بناء البيت ، وودعه متمنيًا له التوفيق .
أما الفيل عنتيل فقد ذهب إلى المحجر ( حيث صناعة الحجارة ) وأخبرهم بقصة البيت المتهدم وعزمه وإخوانه الفيلة على بناء بيتهم الجديد، وعرض عليهم العمل معهم لي أن يكون أجره هو الحجارة اللازمة لبناء البيت فوافقوا … وهكذا فعل الفيل عنتيل كما فعل أخوه الفيل قنديل وأنجز ما كلف به من إحضار الحجارة … ولما عاد الفيلان إلى مكان البيت وجدا الفيل زنجبيل لم يترك مكانه ولم يتحرك لإنجاز ما كلف به من إحضار الإسمنت .
قال له الفيل قنديل : لماذا لم تحضر الإسمنت كما اتفقنا يا فيل زنجبيل ؟
حالاً ِأحضره .خرج الفيل زنجبيل وغاب فترة قصيرة ثم عاد بعربة مليئة بالإسمنت ، وقال لهما : ها أنا قد أحضرت ما طلبتم مني ، هيا بنا نبدأ .
نظر الفيل عنتيل إلى أخيه بدهشة وسأله : كيف أحضرت الأسمنت بهذه السرعة يا فيل زنجبيل ؟
لقد ذهبت إلى التاجر وطلبت منه أن يعطيني الإسمنت ، فلما طلب مني الثمن هددته بخرطومي ، فخاف مني وأعطاني الإسمنت ، فسحبت العربة بسرعة وأحضرتها إلى هنا ،وهنا غضب الفيلان غضبًا شديدًا وقالا لزنجبيل :
أيها اللص أتسرق مال الناس كي نبني لنا بيتًا؟
كيف نعيش في بيت بنيناه بإسمنت مسروق ؟ فقال زنجبيل مدافعًا عن نفسه : إننا في أزمة ، ويجب أن نخرج منها …فقال الفيل قنديل : إن الأزمات لا تبيح السرقات واعتذروا له عن خطأ الفيل زنجبيل .
قبل التاجر إعتذارهم وتنازل عن نصف الثمن على أن يعمل الفيل زنجبيل عنده مقابل النصف الآخر ، وبالفعل قام الفيل زنجبيل بالعمل عند التاجر حتى رضي الرجل … وهكذا تم بناء البيت واحتفل الفيلة ببناء بيتهم الجديد ومرت الأزمة بسلام …
***
المؤلف/عبدالله محمد عبدالمعطي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button