قصة الريح
يُحكى أن في صباح أحد الأيام ، هبت ريح حارة جدًا على المدينة من الغرب ، وكانت الريح تزداد لهيبًا ، شيئًا فشيئأ ، فقال أحد الرجال : لماذا تزداد هذه الريح حرًا ولهيبًا هكذا ؟
وبسبب الريح شديدة الحرارة ، جفت في العالم الأنهار ، وما أدهش سكان المدينة أكثر وأكثر هو أنهم رأوا الريح قادمة عليهم ، قام الناس بحفر أكواخ لكي يختبؤوا فيها من الريح الملتهبة القادمة عليهم. وضع الناس أطفالهم في الأكواخ لحمايتهم من الريح الملتهبة ، فلم يكن باستطاعة سكان المدينة الهروب من على الأرض .
أصبح العالم كله منشغلاً بالريح الملتهبة ، فحتى الطين الذي كانوا يصنعون منه الأكواخ ، كان يغلي من شدة حرارة الريح القادمة عندما تمر عليه ، فقال أحد الرجال لسكان المدينة : ماذا لو هربنا بعيدًا ؟
إخترنا لك قصص اطفال قصيرة
وبالفعل قام بعض الناس بالهروب بعيدا عن المدينة ، وابتعدوا أكثر وأكثر وحملوا معهم أيضًا ألواح من الطين ، ليختبؤا تحتها حين تمر الريح الملتهبة عليهم ، وما أن أتت الريح الملتهبة في مقابلتهم ، حتى اختبؤوا جميعًا تحت ألواح الطين ، وكان كلما مرت الريح الملتهبة مثل النار فوق الألواح ، كانت الألواح تحصنهم تمامًا من الاحتراق بالحرارة الشديدة الناتجة عن الريح.
استمرت الريح الملتهبة في الهبوب على المدينة ، ومرت بعدها خمس عواصف أخرى ، فكان الناس يقولون فيما بينهم : يجب أن نتمكن من تفادي تلك الريح الملتهبة القادمة بسهولة ، لأنها تأتي متباعدة بالفعل ! .. وهكذا كلما مرت ريح وضعوا ألواح الطين أمامهم ، وحصنوا أطفالهم منها .
مرت الأيام ، وانتهت الريح الملتهبة من الهبوب مرة أخرى على المدينة ، وعادت الحياة مرة أخرى إلى طبيعتها ، وعادت الأنهار تجري كما كانت من قبل ، حتى الحقول والزرع الذي احترق من شدة الحرارة عاد مرة أخرى. عادوا أيضا المزارعين إلى حقولهم وعملهم وقاموا بزرع محصول بديل ، وفر لهم الطعام مرة أخرى ، وعاد الصيادون إلى صيد الأسماك من النهر وازداد مخزون الماء مرة أخرى ، وازداد الطعام في المدينة ، وحركة البيع والشراء استمرت بشكل طبيعي بعد ذلك.
وقد تعلم الأطفال أن شدة الحرارة التي تأتي بها الريح ، توقف حركة الحياة بالكامل ، وتؤذي الكائنات جميعها ، وليس الانسان فقط ، هكذا تروى الحكاية وهكذا تنتهي .