قصص اطفال

قصة السنجاب والعنكبوت

كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك سنجاب مجتهد يعمل في حرث مزرعة جميلة ، ولكنه لم يضطر إلى شق طريق يؤدي إلى مزرعته ، إذ أنه بارع في تسلق الأشجار ، واعتاد الوصول إليها عبر الأشجار .
وفي يوم من ذات الأيام حين اقترب موعد الحصاد ، حدث وأن خرج عنكبوت للصيد في المنطقة المجاورة ، فوصل إلى مزرعة السنجاب خلال رحلته ، فرح العنكبوت كثيرًا لمرأى الحقول ، فبحث عن الطريق المؤدي إليها ، ولما لم يجد أي طريق عاد إلى بيته وقص على عائلته ما حدث ورأى .
توجه الجميع في اليوم التالي ، إلى ذلك المكان الجميل الرائع ، وبدؤوا العمل مباشرة لاستحداث طريق ، وفور انتهائهم ألقى عنكبوت والذي كان شديد الدهاء جدًا بعضًا من قطع الفخار على طول الطريق ، وقد فعل هذا من أجل أن يسود الاعتقاد ، بأن أطفاله قد أوقعوا القطع ، وهم يعملون في إعداد المزرعة .
ثم بدأ هو وعائلته بقطف نباتات الذرة التي نضجت وأخذها ، ولاحظ السنجاب أن حقوله تتعرض للسرقة ، إلا أنه لم يتمكن من القبض على اللص ، فقرر أن يراقب المكان ، وسرعان ما عاود العنكبوت الواثق من نفسه الظهور ، من أجل أن يسرق المزيد من الحصاد ، طلب السنجاب أن يعرف منه بأي حق يفعل هذا بالحقول ، وعلى الفور رد عليه العنكبوت بالسؤال ذاته .
فأجابه سنجاب : هذه حقولي .
رد عنكبوت : أوه ، كلا إنها حقولي أنا .
فقال سنجاب المسكين: لقد أعددتها ، ونثرت البذور وزرعت الغراس ،
فسأله عنكبوت الماكر : إذن أين الطريق إلى هذه الحقول ؟
عندئذ رد سنجاب: أنا لست بحاجة إلى طريق ، لأنني أصل إليها عبر الأشجار ، لكن عنكبوت ضحك بازدراء من تلك الإجابة ، وواصل عدم استخدام المزرعة كأنه يملكها .
حين لجأ سنجاب للقضاء ، أقرت المحكمة بأنه لم يسبق وأن امتلك أحد مزرعة من دون طريق يؤدي إليها ، لذا لابد أن هذه الحقول ملك لعنكبوت ، وبفرح شديد حضر عنكبوت وعائلته أنفسهم لحصاد كل المحصول المتبقي ، وبعد أن حصدوا كل الذرة وزعوها في حزم كبيرة ، اتجهوا بها إلى أقرب سوق لبيعها  وبينما هم في منتصف الطريق هبت عاصفة شديدة ، اضطرتهم لإنزال أحمالهم إلى جانب الطريق ، والهرب بحثًا عن ملجأ ، ثم عادوا عندما انتهت العاصفة ليرفعوا الحزم .
وحين اقتربوا من المكان وجدوا غرابًا أسودًا كبيرًا جدًا هناك ، وقد فرد جناحيه العريضين فوق الحزم كي يبقيها جافة . تقدم إليه عنكبوت  وشكره بأدب جم على تكرمه بالمحافظة على ممتلكاتهم ، فرد الغراب الأب: ممتلكاتك! من سمع من قبل أن أحدًا ترك حزم الذرة إلى جانب الطريق ؟ هذا هراء! هذه الحزم لي !
قال ذلك والتقطها ثم طار بها بعيدًا ، تاركًا عنكبوت وأطفاله ، يعودون إلى بيتهم دونما شيء وهم شديدو الحزن.
 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button