قصص اطفال

قصة العلم و العبادة

يروى أنه في قديم الزمان كان هناك شخص مجتهد في تحصيل العلم ،ينفع الناس أكثر من العابد ،فقد كان الإمام أحمد بن حنبل رضيّ الله عنه ،يذكره كثيرًا ويثني عليه لعلمه وفضله ،وكانت له ابنة صالحة تقوم الليل وتصوم بالنهار ،وتحب أخبار الصالحين الأخيار ،وتود أن ترى الشافعي لتعظيم أبيها له ،فاتفق مبيت الإمام الشافعي عند أحمد رضي الله عنهما في وقت من الأوقات.
ففرحت البنت بذلك ، طمعًا في أن ترى أفعاله ،وتسمع أقواله ،فلما كان الليل قام الإمام أحمد إلى أداء صلاته وذكره ،والإمام الشافعي رضي الله عنه مستلق على ظهره ،والبنت ترقبه حتى الفجر .
فقالت لأبيها : رأيتك تعظم الإمام الشافعي ،وما رأيت له في هذه الليلة صلاة ولا ذكرًا ولا وردًا !.
فبينما هما في الحديث إذ قام الشافعي ، فقال له أحمد : كيف كانت ليلتك ؟
فقال الشافعي : ما رأيت ليلة أطيب منها ولا أبرك ولا أربح.
فقال أحمد : كيف ذلك ؟
قال الشافعي : لأني رتبت في هذه الليلة مائة مسألة ، وأنا مستلق على ظهري ، كلها منافع المسلمين ،ثم ودعه ومضى.
فقال أحمد بن حنبل لابنته : هذا الذي عمله الليلة وهو نائم أفضل مما عملته وأنا قائم !.
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل رضيّ الله عنه : ما صليت صلاة منذ أربعين سنة ، إلا وأدعو للشافعي ،فقال له ابنه : يا أبت ، أيُ رجل كان الشافعي حتى تدعو له كل هذا الدعاء ؟!
فقال الإمام أحمد : يا بني ( كان الشافعي كالشمس للدنيا ، والعافية للناس ) ، فانظر يا بني هل هذين خلف ؟
ويستنتج من هذه الحكاية أن طلب العلم قد يفضل العبادة ، وأن المجتهد في تحصيل العلم ينفع الناس أكثر من العابد ، وأنّ الإمام الشافعي كان عظيم القدر لعلمه ، وأنّ فائدته كانت كالشمس للدنيا ، والعافية للناس .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button