قصص اطفال

قصة الوطن

كان ياما كان، كان هناك عصفورتان صغيرتان رقيقتان تعيشان في بقعة من أرضهم التي عاشوا فيها مع عائلاتهم ،وكانت أرضهم في الصيف قليلة الماء وشديدة الحرّ وفي الشتاء كانت باردة جداً .وفي أحد الأيّام بينما كانتا تتجاذبان أطراف الحديث وتشكيان لبعضهما صعوبة ظروف الحياة، هبّت عليهما نسمة ريح عليلة آتية من أراضي بعيدة .
فسعدت العصفورتان بهذه النسمة وأخذتا تزقزقان وترفرفان نشوة بالنسيم العليل .
وعندما رأت نسمة الريح العصفورتين الجميلتين تقفان على غصن بسيط من شجرة وحيدة في المنطقة، تعجبت النسمة من أمرهما !!

إقرأ قصص اطفال قصيرة
وقالت : أيتها العصفورتان الجميلتان، عجباً لأمركما، فكيف تقبلان وأنتما بهذا الحسن وهذه الرقّة أن تعيشا في أرض مقفرة كهذه؟
لو شئتما أستطيع حملكما معي وأخذكما إلى أرض أجمل منها ودائمة الخضار وبها أنهار ووديان وسنابل ذهبية جميلة .حيث جئت منها للتو.
فهناك ستجدان مياه عذبة باردة للشرب ،طعمها ألذّ من العسل، وستأكلان حبوباً تكاد لحلاوة طعمها أن تكون عسلا ،وستجدان أجمل العصافير والطيور في أزهى الألوان وأجمل الريش .
وإن أخذتما بنصيحتي، أعدكما أن نكون هناك خلال وقت قصير جدّاً، فما قولكما أيتها الجميلتان ؟
ما أن أنهت نسمة الريح كلامها، حتّى قامت العصفورة الأذكى بين الاثنتين فأجابت بفطنة وبداهة وقالت :
يا نسمة الريح، أنت ترتحلين كل يوم من مكان إلى مكان، وتنتقلين من أرض إلى أرض، ولذلك فأنتِ لا تعلمين معنى أن يكون لأحدنا وطن يحبّه ويعشق ترابه مهما كان .
فارحلي أيّتها النسمة مشكورةً، وصدّقينا نحن لا نبدّل أرضاً ولو كانت جنّة على الأرض بوطننا ولو كانت الأجواء فيه قاسية والطعام فيه شحيح .
بلادي هواها في لساني وفي دمي …. يمجدُها قلبي ويدعو لها فميولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ ……. ولا في حليفِ الحب إن لم يتيمألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ …….. فآواهُ في أكنافِهِ يترنموليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها …. فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button