قصة صدفة السلحفاة المصعوقة
كانت السلحفاة الصغيرة أوين تخشى الخروج من صدفتها ، لأنها تعرضت لعاصفة رعدية قوية في مرة من المرات فصعقت صدفتها بقوة ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت أوين تخاف كلما سمعت صوت العاصفة الرعدية وأصبحت تخاف من كل شيء حولها.
فكانت السلحفاة الصغيرة تخشى من صوت الحشرات الصغيرة ، بل وتخشى من رؤية فئران الحقل ومن هبوب الرياح الهادئة أيضا.أصبحت أوين تخشى من كل شيء بالفعل ، وظلت تتذكر يوم العاصفة الرعدية التي أزعجتها كثيرًا وجعلتها تخشى الخروج من صدفتها مرة أخرى ،فظلت بأسفل الصدفة لا تريد أن تخرج رأسها خارجًا مرة أخرى .
وفي يوم من الأيام ذهبت السلحفاة شاندي وهى الاخت الأكبر للسلحفاة أوين لتتحدث معها قائلة : هيا يا أوين علينا أن نذهب إلى البحيرة لتعلم العوم كعادة السلاحف جميعاً ، فهم يستطيعون العوم في الماء والعيش أيضا على البر .
ردت السلحفاة أوين : لا استطيع أن أتعلم العوم ، فأنا خائفة من الغرق .
فقالت شاندي : إنه أمر بسيط للغاية ، ولا داعي للخوف من هذا الأمر فهو ليس مزعجاً ، مثل صوت الرعد.
فردت أوين : لا أنا أخشى من الغرق ، وأنا لن أستطيع العوم .قالت شاندي : أوين ، عليك مواجهة الخوف والتعامل مع الأمر بسلاسة أكثر ، ولا تدعي تجربة واحده تمنعك عن باقي تجارب الحياة كما أنه لا يوجد عواصف رعدية الآن ، فلماذا الخوف ؟ .
حاولت شاندي أن تقنع أختها الصغيرة أوين بمواجهة مخاوفها ، وأن لا تدع تجربة صغيرة تجعلها تعرقل إستمتاعها بحياتها ، فليس من الجيد أن نعيش بمشاعر الخوف طول الوقت فنخشى تجربة أمور جيدة ، قد تكون سببًا في المتعة والتسلية لنا .
واستمرت شاندي في تشجيع السلحفاة الصغيرة أوين ، بل وأخبرتها أنها قدمت في مسابقة ملكة جمال السلاحف وتسعى للفوز بهذا اللقب ، وظلت تتحدث مع السلحفاة أوين حتى تحمسها لتخرج رأسها خارج الصدفة ، وتبدأ في العيش بحرية واستمتاع .
وبينما تتحدث السلحفاة شاندي مع أختها الصغرى ، السلحفاة أوين ، أتت سلحفاة أخرى صغيرة تسمى ركسي ، لكي تسأل عن الاتجاهات .
قالت ركسي : أعتذر عن الإزعاج لكما ، لكن هل من أحد يخبرني أين أجد بحيرة بيكي ؟ أخرجت أوين يدها ورأسها من أسفل الصدفة ، لتصف طريق ذهاب ركسي إلى البحيرة .
وكانت المرة الأولى لخروج السلحفاة أوين من أسفل صدفتها ، دون أن تشعر بخوف شكرت السلحفاة ركسي السلحفاة أوين على تقديم المساعدة وأخبرتها أنها تتمنى أن تراها مجددًا .
نظرت أوين إلى نفسها وهى فرحة وقالت : أنظري يا شاندي ، لقد خرجت من الصدفة ولم تصعقني العاصفة الرعدية ، فأنا لن استسلم مرة أخرى للخوف .
وبينما تقفز السلحفاة أوين وهى فرحة ، سمعت صوت حركة الأشجار بقوة ، فأسرعت وقفزت على ذراع أختها الكبرى شاندي واختبأت مرة أخري أسفل الصدفة ، ولكن لم يكن ذلك الصوت هو عاصفة رعدية بالفعل ، بل كان هناك مجموعة من السناجب يلقون الأحجار على الأشجار ، لتحدث صوتًا مخيفًا ويضحكون .
فأتى واحد من السناجب ضاحكًا وقال للسلحفاة أوين : هل أنت حقا سلحفاة أم دجاجه ؟ فصاحت السلحفاة شاندي قائلة : لا تهزأ من أختي أوين ، فمشاعر الخوف موجودة بداخل كل منا .فرد السنجاب ضاحكاً : ولكن أنا ليس لدي شيئًا اخشاه .السلحفاة شاندي : كيف تقول ذلك ، وقد رأيتك بالأمس تقفز مسرعاً عندما رأيت القطة تلحق بك ؟ .
خجل السنجاب من إدعائه بأنه لا يخاف أبداً ، لأن الحقيقة أنه لا يوجد أي كائن على الأرض لا يخاف ، لأنها مشاعر طبيعية نواجها ، وشكر السنجاب السلحفاة شاندي لأنها علمته درسًا مفيداً ، وهو أن الخوف مشاعر طبيعية ، لا نخجل أن نعترف بها لكن علينا أن نتعلم مواجهتها بالطريقة الصحيحة .
فرحت السلحفاة أوين ، وتحمست للذهاب إلى البحيرة ، لتتعلم العوم مع شقيقتها السلحفاة شاندي .
وهنا تنتهي قصة توتي توتي بعبرة جديدة ألا وهي ،أن نتعلم نحن الأطفال الشجاعة ومواجهة الخوف .