قصص اطفال

قصة عجل السامري

قال تعالى: ” فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فننسي” (سورة طه: الآية 88).
في أثناء مطاردة فرعون وجنوده لسيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل وعند عبوره البحر، شاء الله رب العالمين أن يغرق فرعون، وكان بنو إسرائيل وعند عبوره البحر، شاء الله رب العالمين أن يغرق فرعون، وكاان بنو إسرائيل قد وصلوا إلى الشاطئ الآخر، وقد فرحوا فرحا كبيرا وحمدوا الله أن نجاهم من العذاب وأهلك فرعون وجنوده.
بعدها سار بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام في الصحراء متجهين إلى جبل الطور، فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يأتيه عند جبل الطور ليكلمه. جمع موسى عليه السلام قومه وقال لهم: إني ذاهب إلى ربي أتعبد وحدي على جبل الطور، فقد وعدني الله أن يعطيني ألواحا فيها هدى ونور.
بعد ذلك تقدم موسى عليه السلام إلى أخيه هارون عليه السلام وأوصاه ببني اسرائيل خيرا وطلب منه أن يحافظ على إيمانهم، وألا يحدث بينهم شيئا يفرق شملهم.
ذهب موسى عليه السلام للقاء الله عز وجل، فقال رجل من بني إسرائيل اسمه السامري لبعض بني إسرائيل: ما رأيكم أن نصنع لنا إلها نعبده؟
فقالوا: فكرة عظيمة.
فقال السامري: وسيكون إلهنا غاليا جدا، فسوف نصنعه من الذهب الخالص.
أعجبت بنو إسرائيل الفكرة، فأشعلوا نارا ثم جمعوا الذهب الذي معهم وألقوه في النار حتى انصهر.
بعد ذلك قام السامري ليصنع من ذلك الذهب المذاب تمثالا على صورة عجل، ثم صنع بجسمه ثقوبا ووجهه في اتجاه الريح، بحيث  إذا هبت الريح خرج منه صوت يشبه صوت العجل الحقيقي.
غسل السامري التمثال وانعكست عليه أشعة الشمس، وفرح به بنو إسرائيل وفرح السامري وقال لهم: يا بني إسرائيل هذا هو إلهكم، وهو إله موسى ولكن موسى نسيه هنا دون أن يدري.
فالتفت جماعة من بني إسرائيل حول العجل يصفقون و يسجدون و يتقربون إليه في خشوع. حاول هارون و بعض المؤمنين معه من بني إسرائيل منع الناس عن عبادة ذلك العجل.
وأخذ هارون يبين لهم أنه صنم لا ينفع ولا يضر وأن إلههم هو الله الواحد الأحد. سخر الكثير من بني إسرائيل من هارون وأصروا على عبادة العجل، بل وطلب بعضهم من هارون أن يعبده معهم، وهددوه  بالقتل إن لم يتركهم يعبدون العجل. لم يستطع هارون أن يفعل شيئا معهم وخشي أن يفرق بينهم، فسكت واعتزلهم هو ومن معه من المؤمنين وتركوهم. تلقي موسى عند جبل الطور التشريعات الإلهية التي سيسر عليها بنو إسرائيل في حياتهم و كتبها في ألواح، وفي النهاية المناجاة أخبر الله موسى أن السامري قد صنع عجلا من الذهب لبني إسرائيل وأشاع فيهم أنه إله فعبدوه من دون الله.
حزن موسى عليه السلام أشد الحزن لما فعله قومه، وعندما عاد قال لهم: بئس ما فعلتم من بعدي.
ثم اتجه إلى أخيه هارون غاضبا، وقال له: كيف تتركهم يسجدون لصنم لا ينفع  ولا يضر؟
أخبره هارون أنه حاول أن يرجعهم عن عبادة العجل ولكنهم لم يستمعوا لنصحه وكادوا أن يفتكوا به، وأوحى اله إلى موسى عليه السلام بصدق هارون.
اتجه موسى عليه السلام إلى السامري وسأله عن سبب ما فعله، فقال له: إن نفسي أمرتني بما فعلت. ثم شرح له كيف صنع العجل، فحكم عليه موسى عليه السلام ألا يكلمه أحد ولا يكلم أحدا، ولا يمسه أحد ولا يمس أحدا، ثم ألقى موسى عليه السلام ذلك العجل في البحر بعد أنه حرقه.
بعدما علم بنو إسرائيل بأنهم وقعوا في ذنب كبير وأشركوا بالله، ندموا ندما شديدا وتابوا إلى الله وطلبوا من موسى عليه السلام أن يدعو الله أن يتقبل توبتهم ويغفر لهم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button