قصص اطفال

قصة فراق الأخوين

يُحكى أنه كان هناك أخوين يحبان بعضهما بشدة ويقضيان كل أوقاتهما سوياً في اللعب والمذاكرة والرياضة، وقد توفي أبويهما وهما أطفال، فتربيا سوياً على الحب والإخاء .فكان الأخ الأكبر يهتم بأخيه الصغير كثيراً ،وكان يروي له قصصاً كل ليلة  قبل أن ينام  ،ثم يغطيه وينام بجانبه ،فرغم أنهما يتيمان لكن كان يحاول كلاً منهما أن ينسي الأخر همه .كانا يدرسان معاً في بيتهما الصغير وكبرا وأصبحا شابين في مقتبل العمر  .أما الأخ الأصغر فقد نجح في دراسته وكان متفوق فعمل في مهنة الطب، أما الأخ الأكبر لم يكن يحب دراسته كثيراً، فلم يتمكن سوى من الحصول على شهادة بسيطة وعلى مهنة عامل بسيط .
ومع مرور الوقت بدأ الأخ الأكبر يشعر بمشاعر الغيرة والحقد على أخيه الأصغر فكلما رأه تذكر فشله في دراسته ،وما زاد من هذا أن الناس كانت تهتم بالأخ الأصغر دائما ويتمنون نجاحه حتى يعالجهم ، كان كل أهل المنطقة يحبونه كثيرا ،حتى أصبح الأخ الأكبر يلتهب بنار الغيرة فأصبح يكرهه كثيراً .
فباعدت بينهما مشاغل الحياة ،فلم يعودا يتقابلان أبداً، وفي ليلة من الليالي اتصل الأخ الصغير بأخيه الكبير حتى يطمئن عليه، فرد عليه الأخ الأكبر ببرود و هو يقول : ماذا تريد مني ؟فقال الاخ الصغير : أنا اشعر بشيء ما يقتلني في صدري ويؤلمني كثيراً، وأريد أن أراك يا أخي العزيز .فقال له الأخ الأكبر دون تفكير : أنا أكرهك كرهاً شديداً ولا أريد رؤيتك أبداً، ولا أريدك أن تدخل في حياتي من جديد ،وأغلق الهاتف في وجهه .
حزن الأخ الصغير كثيراً وبكى بكاءاً شديداً لقسوة أخيه الوحيد، وشعر بالمرض ولكنه في صباح اليوم التالي تحسن، فاتصل بأخيه ليطمئنه عليه ويخبره أن أصبح في حال أفضل، ولكنه لم يرد .وكان الأخ الأصغر يحاول الاتصال دائماً لكنه تفاجأ بعدم رغبة أخيه بمكالمته أبداً وطلب منه ألا يراه مدام حياً وأن ينسى أن له أخا .
مرت خمس سنوات دون أن يتحدث أي منهما مع الآخر ولم يتقابلا أبداً، وفي خلال هذه السنوات ،تزوج الأخ الأكبر .
وفي يوم من الأيام بينما كان الأخ الأكبر في عمله يساعد المهندسين في بناء أحد المنازل، سقط عليه البناء وتم نقله على الفور إلى المستشفى، وعندما أفاق الأخ الأكبر وجد نفسه في المستشفى وقد أجريت له عملية كبيرة في الرأس ، وقد تم علاجه وعمل جبيرة لذراعه و ساقه .بعد مرور أسبوع أصبح يتماثل للشفاء ،وحالته أصبحت تتحسن كثيراً ،وكانت الممرضات يقلن له أنه نجا بأعجوبة من الموت .
فقالت له زوجته أنه عليه شكر هذا الطبيب الماهر .فقال لها : نعم يا زوجتي فأنا سأشكر هذا الطبيب الماهر الذي أسعفني وأجرى لي العملية، فلولاه ولولا رعاية الله لما كنت حياً أرزق الأن وبحالة جيدة .
وعندما تعافى الرجل تماماً، أراد قبل أن يغادر المشفى أن يعلم من هو الطبيب الذي اسعفه، وهنا كانت المفاجأة ، قال له مدير المشفى : تعالي معي وسوف تعرف الطبيب .تفاجئ الرجل أن الطبيب الذي أسعفه يكون أخوه الأصغر، فهو الذي أنقذ حياته على الرغم من أنه كان يكرهه بشدة وعامله معاملة سيئة وكان يقسو عليه دائماً .بكى الأخ الأكبر نادماً وعانق أخاه الصغير بشدة، فضمه الأخ الصغير إلى صدره وهو يقول : انتظرتك كثيراً يا أخي الحبيب وأخيراً وجدتك ،فهل سنعيش معاً مثل قبل وهل ستروي لي القصص قبل أن أنام ،فأنت أخي وأبي الذي رباني .
اعتذر الأخ الأكبر على كل ما فعله في السنوات والأيام الماضية، وقال له لن نفترق أبداً ولكني لن أروي لك القصص بل سأزوجك وأروي القصص لأطفالك .
ولم يفترق الأخوين منذ ذلك الوقت  أبداً .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button